ردّ الأمين العام الأخ رينيه أنطون على المغالطات التي وردت في مقالة نُشِرت في جريدة الأخبار
رسائل إلى المحرر
«الشبيبة الأرثوذكسيّة»
في مقال نشرته «الأخبار» تحت عنوان «يازجي: بطريرك يطمح أن يكون بحجم انطاكيا» (4 تمّوز 2014)، وردت مغالطات تحتاج إلى توضيح.
أولاً، أوحى المقال بأنّ حركة الشبيبة الأرثوذكسيّة ضد مشاركة العلمانيّين في إدارة شؤون كنيستهم. فيما القاصي والداني يعرف أنّ الحركة عملت على اقرار قانون مجالس الرعايا والأبرشيات الذي يسمح للعلمانيّين بالمشاركة في إدارة شؤون كنيستهم، وسعت، على مدى سنوات، وعبر تحضير شعبي واسع، الى تنفيذ هذا القانون بكافة بنوده وأبعاده، وساهمت في تأسيس اللقاء الرعائي الى جانب بعض الطاقات الأرثوذكسية.
ومنشورات الحركة ومواقف قادتها المُعلنة في المناسبات الكنسية والحركيةّ العامّة، والكتاب الموسّع الذي وجّهته أمانتها العامّة الى المجمع المقدّس عام 2004، تعكس القناعة بضرورة مشاركة العلمانيّين في إدارة شؤون كنيستهم. ومُشاركة العديد من قادتها وأعضائها في المؤتمر الانطاكيّ الأخير، ممثّلين لأبرشياتهم، وما أطلقوه من مواقف يؤكّدان هذا التوجّه.
ثانياً، يوحي المقال أنّ الحركة تنتهج سياسة «النأي بالكنيسة عن الصراعات». والحركة، كمدّ بشاريّ نهضويّ في الكنيسة الأرثوذكسيّة الأنطاكيّة، ترفض كلّ الصراعات التي تتمحور حول السلطة والنفوذ الطائفيّ والماليّ وإن ارتَدَتْ الهويّة الكنسية أحياناً. ويأتي في هذا السياق موقفها ممّا سمّي «مشروع إنشاء الهيئة المدنية للروم الأرثوذكس» وتحرّكها المعبّر عن هذا الرفض. غير أن الحركة تنبذ، في آن، المواقف الطهريّة إزاء كلّ صراع يهدف الى نصرة الحقّ الإنجيليّ والعدل في العالم وتقف الى جانب هذا الحقّ. وهذا ما عبّرت عنه وثيقة «التزام شؤون الأرض» التي أصدرتها عام 1970، والمنشورات التي أصدرتها في هذا السياق، خصوصاً كتابات المطران جورج خضر والراحل الدكتور كوستي بندلي وغيرهما.
والحركة، انطلاقاً من إيماننا بأن الانسان «صورة الله»، تعتبر أي نأي بالنفس عن الانسان وقضاياه هو نأي بالنفس عن الله ذاته، وهي تلتزم خطَّ سيّد المسيحيّين الوحيد، يسوع المسيح، بالوقوف إلى جانب المسحوقين. وتلتزم السير في خطّ تحرير الإنسان من كلّ ما يقزّم إنسانيته، من آثار الخطيئة الفرديّة، والخطايا الجماعيّة المتمثّلة بالظلم والقهر البنيويّ الموجود في مجتمعاتنا. ومن هنا تبرز دعوتها أعضاءها إلى تجاوز المفاهيم الطائفية، ومواجهة الأسباب البنيوية للفقر والظلم والمساهمة في العمل الاجتماعي في سوريا ولبنان من خلال المؤسسات والبرامج التي أطلقتها.
أمين عام حركة الشبيبة الأرثوذكسية رينه أنطون
جريدة الأخبار
الخميس ١٠ تموز ٢٠١٤