تجليات دمشقية أحد الآباء – الأب غريغوريوس الخوري

mjoa Monday July 14, 2014 111

نور العالم
النور يشير إلى معرفة الحق، والظلمة تشير إلى الجهل به.
النور يشير إلى الحياة، والظلمة تشير إلى الموت.
النور يشير إلى حياة القداسة، والظلمة تشير إلى حياة الخطيئة.
لعلّ العالم اليوم يحتاج إلى النور أكثر من أي وقت مضى، وأولاد الله مطلوب منهم أن يكونوا نوراً للعالم. فكلما ازدادت الظلمة ازدادت الحاجة للنور، كلما ازدادت الخطيئة ازدادت الحاجة إلى قديسين ينيرون في وسط العالم، فمصباح واحد يستطيع أن يضيء حجرة بكاملها.

abaa

ولكن كيف نكون نوراً للعالم؟
يسوع هو “النور الحقيقي الذي ينير كل إنسان آتٍ إلى العالم” ونحن نكون نوراً عندما نعكس هذا النور، وبقدر ما نقترب من النور الحقيقي بقدر ما نشع ونتلألأ، وبقدر ما نبتعد عنه بقدر ما يخبو النور فينا ويضمحل. فالقمر يمسي عاجزاً عن عكس ضوء الشمس عندما تفصل الأرض بينهما، وهكذا لن نستطيع، نحن أيضاً، أن نعكس نور السيد عندما تفصل بيننا وبينه الخطيئة.
“أحبَّ الناس الظلمة أكثر من النور لأن أعمالهم كانت شريرة. لأن الذي يفعل السيئات يبغض النور ولا يأتي إلى النور لئلا توبَّخ أعماله وأما من يفعل الحق، فيُقبِل إلى النور لكي تظهر أعماله أنها بالله معمولة”.
وهنا نفهم كيف يتمايز منطق الله عن منطق العالم، ففي منطق الله كلما زادت الظلمة (الخطيئة-الجهل) زادت الحاجة إلى النور (الفضيلة-المعرفة). أما في منطق العالم فكلما زادت الخطيئة (الظلمة) زادت حاجته للغرق في ظلمة أكبر، لأنه يخاف النور لئلا تُكشَف وتوبَّخ أعماله، فيقابل القتل بالقتل والتنكيل، الذبح بالتقطيع، الخيانة بالخيانة أكثر، الكذب بالكذب أكثر، الفساد بالفساد أكثر وأكثر …
القداسة ليست مستحيلة. هي صعبة؛ نعم، ولكن الأعمال والأهداف العظيمة تتطلب نفوساً عظيمة.
“أنتم نور العالم”، قالها السيد لتلاميذه، واليوم نتساءل هل ما زلنا نور العالم؟

تجليات دمشقية

 

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share