عيد النبي الياس
“نعيّد اليوم لشخص أقل ما يمكن أن يقال عنه أنه رجل الله، والبعض يسميه رجل النار لأنه التهب بمحبة الله فاشتعلت نفسه غيرة على إلهه في وجه آلهة الأوثان، فكانت النار أيضاً مركبة لصعوده إلى السماء”.
نعيّد للنبي إيليا والاسم بالعبرية يعني “إلهي هو الله ” فنحن نعيّد لإنسان اسمُه يشهد لإيمانه ويرفض كلّ ألوهة أخرى خارج الإله الحقيقي.
النبي إيليا هو أحد رجالات العهد القديم العظماء الذين وإنْ انتهى عهدهم إلا أن ذكرهم لم ينتهِ.
فالتاريخ يشهد، حتى في العهد القديم وقبل مجيء المسيح بمئات السنين، عن أناس عاشوا إيمانهم بكل كيانهم وكرّسوا حياتهم مبشرين بالإله الواحد الحقيقي الذي خلق السموات والأرض والإنسان، وذلك رغم انتشار الفكر الوثني وقتئذ. النبي ايليا هو أحد أولئك الذين وقفوا في وجه الظلم وفي وجه الوثنية، وقف وقفة الحق عندما أدخل الملك آحاب آلهة وثنية على شعب من المفترض به ألّا يؤمن إلا بالله. هذه الآلهة الوثنية التي تمثّل السلطة والرغبات في نفوس شعبها رفضها
ايليا وحاربها ووقف في وجهها. هذه السلطة وهذه الرغبات هي نفسها تظهر أيضاً اليوم في نفوس شعب من المفترض كذلك ألّا يؤمن إلّا بالإله الحقيقي وابنه يسوع المسيح. ولهذا نحن نعيّد للنبي ايليا، كي يقول لنا كما قال لذلك الشعب، أن يرشدنا كما أرشده، أن يحارب السلطة والرغبة في نفوسنا كما حاربها في نفوسهم آنذاك، أن يقف ليقول الحق في زمان أصبح الناس فيه يخافون من كلمة الحق ولا يتجرؤون على قولها. جرأة ايليا جعلت يسوع يربط بينه وبين يوحنا المعمدان فكلاهما وقف في وجه الباطل ووقف في وجه مخالفة تعاليم الله ووصاياه.
إذ نعيّد للنبي ايليا فلنتذكّر ما كان يردده حيٌّ هو الرب إلهي ، هذه الجملة التي رافقته طيلة حياته والتي جعلته يحيا مع الله وجعلت الله حيّاً فيه. بدون هذه الجملة يبقى الله صنماً أو وثناً في حياتنا ما لم نظهره فعلاً في حياتنا اليومية.
نحن في هذه الأيام أحوج ما نكون إلى أناس مثل ايليا يملكون ايمانه وجرأته وغيرته، غيرته على إله لا يقبل أن يشرك فيه شيئاً أو أحداً، . نحن بحاجة إلى ايمان الرجال الذين استطاعوا أن يكونوا منارة لكثيرين وأن تشتعل قلوبهم وتلتهب وتنشر شرار الايمان، علّ قلوبنا تغار فتشتعل وتحيا مع الرب فتظهره حيّاً بين الناس بأعمالها، بشفاعة النبي الغيور ايليا آمين