روبين ويليامز وحقيقة البهجة -الأب بسام ناصيف

mjoa Friday August 15, 2014 171

rwروبين ويليامز وحقيقة البهجة -الأب بسام ناصيف

ما الذي يدفع فنانا في أوجّ نجاحه وشهرته وحب جمهوره أن يلجأ ليسطر نهايته بطريقة مفجعة تحزن كل من أحبوه وأعجبوا بفنه؟ وكيف تهون عليه نفسه أن يضحى بأعماله ونجاحاته وصحته ويكمل حياته مدمنا رغم محاولته الناجحة من قبل لأن يتعافى من الإدمان؟، أسئلة كثيرة أثارها الموت المفاجئ للممثل الأمريكى روبين ويليامز قبل يومين، والذى ذكرت الشرطة الأمريكية وفاته منتحرا وربما إثر جرعة مخدرات زائدة.

إلا أن محللين أكدوا أن وفاة ويليامز لن تكون الأخيرة، بل هي إحدى حلقات هزيمة الفنانين أمام وحش الاكتئاب ولجوئهم إلى المخدرات، فقبل ويليامز طابور طويل من زملائه ممن عرفوا طريق الإدمان، ولقوا حتفهم إثر جرعة مخدرات زائدة في أعمار صغيرة وبوفيات مفاجئة. مثلاً: الممثل فيليب سايمور هوفمان، المغنية ويتنى هيوستن، مايكل جاكسون، الممثل الأسترالى هيث ليدجر، الممثلة إيمى واينهاوس… كما تخضع لينزى لوهان للعلاج للمرة السادسة بالنسبة لها، أيضا المغنى جاستن بيبر الذي كان قد قبض عليه لقيادته السيارة مسرعا تحت تأثير المخدرات قبل أشهر، بينما خضعت المغنيتان سيلينا جوميز وبريتنى سبيرز للعلاج.

قضى الاكتئاب الذي سببه الأدمان على من كانت مهنته إضحاك الجماهير بابداع شخصيته الفريدة. كيف نفهم حالة الاكتئاب رغم كل ما يظن البعض أنه يتوفر لكل هؤلاء الفنانين كل العناصر الجيدة للحياة؟ هل الحياة هي في الشهرة والمال؟ هل هناك ظمأ ما لا تشبعه مغريات هذا العالم؟

يبقى أن نقول لشبابنا وشاباتنا: إن أردتم ملء الحياة والفرح الحقيقي، فهي ليست بالشهرة والمال، ولا حتى بالابداع، بل تجدون ماء الراحة وتشبعون الظمأ بالحياة المسيحية الحقة، بالانجيل، بقدوة القديسين، وأولوهم مريم العذراء.

المسيحية لا تعرف اليأس، بل الرجاء، الذي تناله باقترابها من يسوع المتجسد والمصلوب والقائم من بين الاموات. يسوع هو الينبوع.

+ “أجاب يسوع وقال لها: كل مَن يشرب من هذا الماء يعطش أيضاً. ولكن مَن يشرب من الماء الذي أُعطيه أنا فلن يعطش إلى الأبد، بل الماء الذي أُعطيه يصير فيه ينبوع ماء ينبع إلى حياة أبدية.” (يو 4: 13و14)

الأب بسام ناصيف

wl

 

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share