تجليات دمشقية – الأرشمندريت يوحنا التلي

mjoa Monday August 18, 2014 141

عظة قدس الأرشمندريت يوحنا التلي رئيس ديري القديس جاورجيوس والشيروبيم البطريركيين في صيدنايا.

في إنجيل اليوم بعدما أن فشل التلاميذ في شفاء مريضٍ، أتى أبوه إلى يسوع طالباً منه بإيمانٍ كبيرٍ أن يتدخل ويشفي ابنه. وبرهاناً على إيمانه فقد جثا أمام يسوع حين كلّمه، وسجد له راكعاً.
هكذا الإيمان يعطي الإنسان الإحساس بالرهبة أمام الألوهة، لكي يكون الطلب متناسباً مع من نطلب منه. يسوع قبل أن يشفي الشاب المريض الذي دخله الشيطان، والذي كان يقوم بحركاتٍ غير مرضية، سأل تلاميذه قائلاً: لماذا لم تستطيعوا أن تُخرجوا منه مرضه؟ إنهم قد شكوا بأنفسهم بأنهم لم ينجحوا في تحقيق هذا الأمر. هنا يعطيهم يسوع الدرس العظيم قائلاً لنا ولهم، إن الأمر ببساطةٍ هو الإيمان، وإيمانكم لم يكن كاملاً، لذلك لم تستطيعوا أن تشفوا الغلام.

00005720لقد قال يسوع بأن الذي يملك الإيمان الصحيح ينقل الجبال من مكانها، أيّ أن الإيمان لا يقف في وجهه شيءٌ. وأضاف يسوع قائلاً في توجهه، بأن الشيء المطلوب الذي به نستطيع أن نقوّي أنفسنا لنقهر أعمال الشر التي تأتي إلينا، سواء كانت بالفكر أو كانت بالنظرات أو كانت بالأقوال أو بالأفعال، هو أنّ يمتلك الإنسان قوة الإيمان، التي يحصل عليها كاملةً إن غذاها بأمورٍ أخرى.

القضية تستدعي مع الإيمان الجهاد الروحي، وأسس الجهاد كما وصفها لنا يسوع في إنجيل اليوم كانت الصلاة والصوم، من يصلي يُحدِّث الله وينال منه قوةً، فيعمل أعمال الله، لأنه استطاع أن يرتقي بالروح إلى عالم الألوهة. بالصوم يقهر الإنسانُ الجسدَ ومتطلبات الجسد – المادة ومتطلباتها – فيصبح الإنسان نقياً نظيفاً قادراً على أن يحقق الأمور الروحية الآتية من رب هذا الإنسان. حين نصوم نستطيع أن نقهر أعمال الشر، وأن نقهر الشرير ذاته؛ الشرير هو الشيطان، وأعمال الشر هي الأمور التي يريد الشيطان منا أن نتحلى بها، بدلاً من أن نتحلى بما يريده الله منا.

نحن أمام خيارين؛ الله، والشيطان. الإنسان مسؤول عن قراره في طريق أيّ الدربين يسير، وعن قراره بأيّ مشيئةٍ يعمل. هذه الأمور لا تستدعي من الإنسان إهمال شؤون حياته التي يجب تنميتها بالروح، بل أن يكون دائماً وأبداً كما يريده الله. حينئذٍ يتحقق للإنسان ما استطاع يسوع أن يحققه. ألا وهو شفاء هذا الغلام، وذلك من خلال أنّ نشفي أنفسنا من الضعفات التي تحل بنا، بأن نقوم بما أوصانا يسوع به، فليكن دربنا دائماً بحسب كلمات ربنا، التي هي دستورٌ وقانونٌ لحياتنا.

 ونعمة الله فلتصحبكم الأن ودائماً

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share