رويّ، يا صديقي
يوم ناديتك للعودة من غيبوبتك الى الحياة ظننت ابتسامتك الخفيفة تجاوباً فرحاً مع الدعوة وطاعةً. طاعةٌ ما اعتدت خلافها منك. لم أكن ادري، يا عزيزي، أنك تسخر، بابتسامتك، من تفاهة الدعوة. فأنت كبير الأوفياء، كبير لم تسخر يوماً من شأن يخصّ حركة عشقك للمسيح. فاتني يا رويّ، في زهوة انتفاخي بطاعتك، أنّ ما من رجاء لك من عشق الحركة وطاعة جماعتها إلا واحد. أن تتسلّق جسر البنوّة لتطال الربّ وتصدح أمامه بألحان الظفر. وها أعطيت، باكراً جداً، وأنت مُغمّض، ما ارتجيت.
محقّ أنت أيها الحبيب، محقّ. فأي صوت يُستساغ بعد أنّ طنّ نسيم آهاته في أذنيك. أي دنيا تحلو بعد أن غمر طيف وجهه عينيك. أي ظلمة تلك أناديك اليها بعد أن شعّ عليك نور ملكوته.
في لحظة انسلاخك الكبير عن الخطيئة اليوم اعدت لي، يا صديقي، ذاكرتي. وكأنّك، بكرمك المذهل، شئت أن تغيب عن الوجود لتهدي اليّ وعيي. فعدت ووعيت، بعد أن أودعتك قطار السماء، أننا ما وُهبنا جمال الجماعة إلا لنعبر منه إلى الأجمل، وما ذقنا حلاوتها إلا لتعتاد أحشاؤنا على الأحلى. فكيف لي أن أطمع، بعد، بعودتك. كيف لي أن أتجاهل أن غاية الوجود هو هذا الرحيل. ما عليّ يا صديقي إلا أن أستسلم لربّي صادحاً في السماء التي تصل لاذقيتك بمينائي: المسيح قام، المسيح قام، المسيح قام.
رينيه أنطون
امين عام الحركة