رحّالة فرنسي يجمع شهادات مسيحيين من الشرق

mjoa Wednesday September 3, 2014 60

p24-02-25471-640 165680 largeيعتز فنسان جيلو بأنه شهد على التنوع غير المعروف جيداً لكنائس الشرق بعدما قطع ستين الف كيلومتر خلال سنتين في سيارة من طراز رينو “4 ال” قديمة، وزار جماعات في 23 دولة حاملاً مجلداً يضم شهادات بثلاثين لغة وينتهي برسالة من البابا.

في ساحة القديس بطرس، يعرض هذا الفرنسي البالغ 26 سنة امام سيارته المزينة برسوم وعبارات بالعربية وبلغات مختلفة، كتاباً كبيراً من 300 صفحة نجح قبل يوم في عرضه على البابا.

وفي الصفحة الاخيرة كتب البابا فرنسيس بخطه الصغير بالايطالية: “اشكرك كثيراً على هذه الشهادة المنقولة من كنائس الشرق وهي كنائس اعطت الكثير من القديسين وتعاني اليوم. اصلي من اجلكم جميعاً وانا قريب منكم”.

ويحمل جيلو ماجيستير في القانون الانساني وهو كاثوليكي غير مطلع كثيرا على مجريات الكنيسة، الا انه استمع الى شهادات لاجئين في لبنان قبل ان يبدأ مغامرته تزامناً مع زيارة بندكتس السادس عشر الى هذا البلد في عام 2012.

وقد اطلق على مشروعه اسم “الف مرة ومرة”.

وقد حضرت له راهبات في فرنسا هذا المجلد الكبير. ولم يكن يتصور عند انطلاقه في رحلة من عشرة اشهر في الاساس، انه سيملؤه عن بكرة ابيه بالشهادات.

وهو شهد على واقع متنوع جداً، فثمة جماعات قديمة منعزلة جداً “تعيش مثل المسيحيين الاوائل”، وهم متحدرون من منفيين من الاتحاد السوفياتي ومن مسيحيي آسيا، لا سيما السريان الملبار الكاثوليك الذين هاجروا الى الخليج، ولاجئون، لا سيما من سوريا.

ونقلته سيارة رينو “4 ال” السكرية اللون القديمة من جنوب القوقاز وافغانستان الى ابواب سيبيريا وصولاً الى ايران. وانتقل من السودان واثيوبيا الى دول الشرق الاوسط باستثناء سوريا بسبب الحرب. وزار ايضاً دول الخليج وانهى رحلته في القدس.

ويروي انه عند دخوله بعض الدول مثل افغانستان “كنت اخبئ الكتاب جيداً في السيارة”. وفي اليمن ظن ان كتابه سيصادر وهو طرد من هذا البلد. وقد ارسل اليه السفير البابوي بعد ذلك شهادات عن الكنيسة المحلية الصغيرة كي لا تبقى الصفحات بيضاء.

وصفحة بعد صفحة من “كتاب الشرق” تمر الرسوم التجريدية والساذجة وصور القديسين والصلوات والشهادات التي تعكس الامل والدعوة الى التضامن التي تطلقها هذه الجماعات القديمة جداً في غالبيتها من اماكن مثل منطقة الموصل التي باتت الان تحت سيطرة مقاتلي تنظيم “الدولة الاسلامية”.

وقد التقط صوراً لهذه الجماعات، وجعل الجماعات المسيحية تسطر شهاداتها فيه. ويوضح: “الناس كتبوا بلغتهم، وثمة ثلاثون لغة ولهجة محلية” من الارامية الى العبرية. ويروي فنسان قائلا: “نقلني هذا الكتاب الى حدود لم اكن يوماً اتصورها”.

وساهم ثلاثة مسلمين في هذا الكتاب مؤكدين انهم لا يريدون رحيل مسيحيي الشرق وهم امرأة من لبنان ورجل من سلطنة عمان واحد وجهاء البدو في سيناء.

ومع عودته الى فرنسا، يأمل في أن ينشر شهادته قائلًا: “الشهادة ليست خياراً بل واجباً. هؤلاء الناس جازفوا لاطلاعي على بعض الامور. ومن واجبي ان اشهد”.

روما – أ ف ب

2014/09/01

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share