الأركيلة – المطران افرام (كيرياكوس)
الأركيلة أو النَّرجيلة باتَتْ موجودة في مختلف المطاعم، وتأتي في المرتبة الأولى قبل الأكل. يلجأُ إليها النَّاس للتَّسلية مع الأصدقاء، غير أنَّها تؤدِّي إلى مخاطر عديدة.
إنَّ تدخين النَّرجيلة يؤدِّي إلى استنشاق جُرُعَاتٍ من الدُّخان أعلى بكثير مقارنة بالسِّيجارة. حجم نفخةٍ من النَّرجيلة هو أقوى 20 مرّة من نفخة السِّيجارة(*).
إنَّ التَّبغَ المخصَّص للنَّرجيلة ممزوج مع بعض الموادّ كالعسل والدّبس ومستخلَص الفاكهة… إنَّ حرق المركَّبَات العطريَّة يؤدِّي، بدوره، إلى إنتاج موادٍّ سيِّئَة للصِّحَّة. كذلك، تؤدِّي النَّرجيلة إلى إنتاج أوَّل أُوكْسِيد الكَرْبُون CO، الَّذي يمكن أن يؤدِّي إلى تسمُّمٍ فعلِيّ.
هناك أسباب نفسيَّة وراء تدخين النَّرجيلة. يشعر المدخِّنون بموجةٍ من الأحاسيس الإيجابيَّة بسبب النِّيكوتين في الجهاز العصبيّ. يَدَّعي البعض أنَّها تساعدهم على تحمُّل الإكتئاب أو القلق. لكن، في الواقع، هناك آثار جانبيَّة سلبيَّة. حوالي واحد من ثلاث وَفِيَّات بمرض السَّرطان ترجع أسبابها للتّدخين. كما يزيد خطر الإصابة بسرطان الرِّئَة، هذا إذا لم نتكلّم عن أمراض القلب والسَّكَتَات الدِّماغِيَّة، وأمراض الأوعية الدَّمويَّة، وترقُّق العظام، وقضايا العقم والإنجاب، كلّها نتيجة للإدمان على التّدخين.
مشاعر النَّشوة والهدوء، إلى جانب تعزيز الأداء، هي جذور الإدمان النّفسيّ على السَّجائر. يمكن التَّغَلُّب على الإدمان الجسديّ خلال 14 يومًا، إلّا أنَّ الرَّغبة النَّفسيَّة في التَّدخين يمكن أن تستمرّ لسنوات.
من جهة أخرى، يزيد التّدخين والنّرجيلة من خطر الإكتئاب مرَّتَيْن على المدى الطَّويل.
* * *
إذا كان الفراغ الحاصِل، بخاصَّة عند الشَّباب، يأتي نتيجة التّفتيش عن نشوة الشَّهوة الجسديّة أو عدم وجود عمل لاهٍ، فَعَلَيْنَا، أيّها الأحبَّاء، أن ندرِّب أبناءنا على قضاء أوقات الفراغ ضمن تسليات مفيدة وغير ضارّة على الأقل، على مثال الأندية الرّياضيّة أو حتّى أن تقصدوا المقاهي الّتي لا تقدّم النّرجيلة. لا تتركوا أوقات فراغ كثيرة في يومكم حتّى لا تنجرُّوا إلى الجلوس والتّدخين.
أخيرًا، أيّها الأبناء الأحبّاء، اِسمحوا لي أن أُذكِّركم وأقدِّم لكم الدّواء الشّافي، لكلّ آفات التّسلية بتدخين النّرجيلة، وهو اللُّجوء، سدّ فراغ أوقاتكم، وفراغ حياتكم، لا إلى وسائل كيميائيّة تروي وقتيًّا ثمّ تذهب بممارسيها، بعدها، إلى الشّقاء والكآبة والضّجر واليأس. إلجأوا، بالأحرى، إلى المرطَّبات الرُّوحية، أعني لا الخمور والمُسْكِرَات، بل إلى الصّلوات، والتّسابيح الرّوحيّة، والأناشيد المزموريّة. هذا ما يعطي نشوة حقيقيّة، وصحّة بدنيّة، وفرحاً كيانيًّا شافيًا.
(*) وفقًا لأبحاثٍ قامَتْ بها منظَّمة الصِّحَّة العالميَّة، يُقَدَّرُ حجم الدُّخان المستنشَق في جلسةِ نرجيلةٍ لمدَّة ساعة، ذاك المستنشَق لدى تدخين ما بين 100 و200 سيجارة.
نشرة الكرمة
21 أيلول 2014