عظة الأرشمندريت يوحنا التلي، في عيد القديسة تقلا

mjoa Friday September 26, 2014 86

عظة الأرشمندريت يوحنا التلي، في عيد القديسة تقلا في دير القديسة تقلا في معلولا.

الأربعاء في 24-9-2014

باسم الآب والابن والروح القدس، الإله الواحد. آمين. تعالوا معاً نعود إلى القرن الأول، ذاك القرن الذي صعد فيه يسوع إلى السماء، وأعطانا الروح القدس وبدأت الكنيسة الأولى بالبشارة، وكانت البشارة قائمة على كلمة المسيح ترافقها الشهادة، من أجل أن يكون هنالك كنيسة. ونحن محظيون بأن الكنيسة التي أسّسها يسوع المسيح هي كنيسة مستمرة، لأنه قال: “أنا في وسطها ولن تتزعزع”. القديسة تقلا هي من سكان القرن الأول الميلادي الذي نتحدّث عنه، هي معادلة للرسل، هي رفيقة القديس بولس في رحلاته العظيمة التي بشَّر بها في مناطق متعددة.

هي ابنة معلولا لأنها أتت إلى هنا، وهنا صار لها المقام الذي استطاعت من خلاله أن تنال الاسم العظيم. وفوق هذا وذاك هي شهيدة. شهيدة بعد انتصاراتها، شهيدة بعدما أن كانت تعمل في حقل الكنيسة من أجل الكنيسة، والكنيسة هي نحن. الكنيسة الأرشمندريت يوحنا التليهي البشر برأسها الذي هو المسيح، الكنيسة التي نحن اليوم أعضاء فيها هي كنيسة الشهادة. قوة الكنيسة في شهادتها العظيمة التي استطاعت بواسطة هذه الشهادة أن تحول الموت إلى حياة. ألم نأخذ هذا من المسيح الذي بموته قام وهو يقيم الكنيسة لكي تبقى قائمة ومستمرة؟ هذه هي مسيحيتنا. دعونا ننظر من الناحية الإيمانية إلى هذه الكنيسة من خلال شخص تقلا وغيرها من الذين أسّسوا الوجود المسيحي عبر التاريخ والأزمان،

فنجد أنفسنا شجعاناً، لا بأس أن نكون شجعان بحمل السلاح للدفاع عن الكنيسة والبلدة والأسرة، ولكن الشجاعة الحقيقية هي الشجاعة التي بها نواجه الموت بإيمانٍ فنحيا على الإيمان. هذه هي مسيحيتنا بإيماننا، فلنقوِ هذا الإيمان والإيمان لا يتقوى إلا بالعبادة السليمة، لا يتقوى الإيمان إلا بالصلاة، الإيمان لا يتقوى إلا بالقراءة الدائمة في الإنجيل وكتب القديسين، الإيمان لا يتقوّى إلا عندما نعمل بموجب ما أوصانا به المسيح وما علّمتنا إياه الكنيسة. من هذا القبيل أَنظرُ إلى الأحداث التي جَرت، الأحداث المؤلمة، أحداث معلولا. معلولا هي بهجة للأنظار من خلال تاريخيتها، من خلال أنها فعلاً تكلّمت بلغة المسيح، ليبقى المسيح حاضراً وإنْ تهدم البنيان والحجر، فالمسيح قائم والبشر قائمون والاستمرار موجود، ويجب أن ندعمه بالدرجة الأولى بهذا الإيمان الذي قلوبنا مفعمة به. الإيمان الذي علينا أن نتمسك به، إيمان محبة وخدمة، إيمان علاقات حسنة، إيمان لغة سليمة نخاطب بها بعضنا البعض.

في الملمات ومعلولا اليوم تمر بأحد هذه الملمات يُصاب الإنسان أحياناً بالضعف، فتتغير لغته ويتغير تفكيره ويتغير أسلوب حياته، ولكن لا! معلولا الشامخة يجب أن تكون بعيدة عن هذه المتغيرات، يجب أن تحظى بمتغيرات من نوع آخر، متغيرات بها نرمي في سلة المهملات كل القضايا السيئة التي نجتازها، ونحافظ على معطيات تأتينا من سلة يسوع التي فيها الثمار والبركات، والكلام الذي هو مِقود وطريق لحياتنا. عيد القديسة تقلا هو إحياء لكل ما ذكرناه من أجل أن تبقى تقلا سيدة معلولا وإحدى سيدات الكنيسة العظيمات وسيدة مهمة للعالم أجمع. بكم أيها الشعب المؤمن يتحقق هذا الانتصار. وبصلوات سيدنا القديس فلتكن نعمته معكم دائماً.

آمين.

عن صفحة ديري القديس جاورجيوس والشيروبيم، صيدنايا

 

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share