حضن‭ ‬الله – المطران جورج (خضر)

mjoa Saturday October 18, 2014 167

حضن‭ ‬الله – المطران جورج (خضر)

هل‭ ‬يلوم‭ ‬أي‭ ‬منا‭ ‬نفسه‭ ‬على‭ ‬خطيئة‭ ‬اقترفها‭ ‬أم أحياناً ‬يستلذها‭ ‬ويستطيب‭ ‬العيش‭ ‬بها؟ أليس‭ ‬لهذا أو ‬ذاك‭ ‬انبساطه‭ ‬على‭ ‬الخطيئة‭ ‬يستتر‭ ‬فيها‭ ‬ويتدفأ‭ ‬بها‭ ‬هرباً‭ ‬من‭ ‬فضيلة‭ ‬تكلفه‭ ‬تعبا‭ ‬شديدا؟ ‬لماذا‭ ‬هذا‭ ‬الشعور‭ ‬السائد‭ ‬بأن‭ ‬العيش‭ ‬الصالح‭ ‬متعب؟ أما‭ ‬قال‭ ‬السيد: “احملوا‭ ‬نيري‭ ‬عليكم”؟ هل‭ ‬الفضيلة‭ ‬تبقى‭ ‬تكليفاً ‬من‭ ‬فوق‭ ‬أم‭ ‬تتقبلها‭ ‬قلوبنا‭ ‬بفرح؟

The bosom of Godفي‭ ‬التعليم‭ ‬عندنا‭ ‬ان‭ ‬الخطيئة‭ ‬ما‭ ‬اكتسبناه‭ ‬ضرورة‭ ‬اذ‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬صالح. ‬الانسان‭ ‬يتقدس‭ ‬أي‭ ‬يولد‭ ‬حاملاً‭ ‬بذار‭ ‬الخطيئة،‭ ‬ميالاً‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يدنسه. ‬نجاسة‭ ‬الانسان‭ ‬فيه. ‬ليس‭ ‬عليه‭ ‬ان‭ ‬يدور‭ ‬العالم‭ ‬ليجدها. ‬هذا‭ ‬سؤال‭ ‬لا‭ ‬حل‭ ‬له‭ ‬كيف‭ ‬جاءتنا‭ ‬الخطيئة. ‬ليس‭ ‬عليك‭ ‬ان‭ ‬تنقب‭ ‬عن‭ ‬أصل‭ ‬الشر‭ ‬فيك. ‬هو‭ ‬هنا‭ ‬وأنت‭ ‬منه. ‬ان‭ ‬كنت‭ ‬إنساناً‭ ‬إلهياً‭ ‬تلحظ‭ ‬الشر‭ ‬فيك. ‬لا‭ ‬تستطيع‭ ‬ان‭ ‬كنت‭ ‬واعيا‭ ‬ان‭ ‬تهرب‭ ‬من‭ ‬رؤيته. ‬هو‭ ‬ضاغط‭ ‬باستمرار‭ ‬وان‭ ‬كنت‭ ‬لا‭ ‬تراه‭ ‬تكون‭ ‬عدمت‭ ‬الاحساس‭ ‬البشري. ‬ما‭ ‬يطلب‭ ‬الله‭ ‬منك‭ ‬ان‭ ‬تخرج‭ ‬منه. ‬الإيمان‭ ‬عندنا‭ ‬يقول‭ ‬أنت‭ ‬تقضي‭ ‬عليه‭ ‬فقط‭ ‬بقوة‭ ‬الله. ‬ليس‭ ‬عندنا‭ ‬نحن‭ ‬حديث‭ ‬عن‭ ‬خلاص‭ ‬غير‭ ‬المؤمنين. ‬نحن‭ ‬نتكلم‭ ‬فقط‭ ‬عن‭ ‬الخلاص‭ ‬بالله. ‬الكلام‭ ‬السائد‭ ‬في‭ ‬أوساط‭ ‬المؤمنين‭ ‬ان‭ ‬الخلاص‭ ‬في‭ ‬مؤازرة‭ ‬الله‭ ‬للمؤمن. ‬هذا‭ ‬صحيح‭ ‬اذا‭ ‬فهمنا‭ ‬هنا‭ ‬الكلام‭ ‬انه‭ ‬يعني‭ ‬استجابة‭ ‬لعطاء‭ ‬الله‭ ‬الكامل. ‬المؤمن‭ ‬لا‭ ‬يخلص‭ ‬نفسه. ‬دوره‭ ‬فقط‭ ‬ان‭ ‬يتقبّل‭ ‬خلاص‭ ‬الرب.
غير‭ ‬انه‭ ‬يجب‭ ‬ان‭ ‬نفهم‭ ‬ان‭ ‬الخلاص‭ ‬ان‭ ‬كان‭ ‬هدية‭ ‬من‭ ‬الله‭ ‬فعليك‭ ‬ان‭ ‬تتقبله. ‬أنت‭ ‬لا‭ ‬تحدثه‭ ‬فيك،‭ ‬ترثه‭ ‬من‭ ‬فوق. ‬هو‭ ‬لا‭ ‬ينشأ‭ ‬فيك‭ ‬منك. ‬الخلاص‭ ‬فيك‭ ‬بدؤه‭ ‬إيمانك‭ ‬انه‭ ‬هدية‭ ‬من‭ ‬ربك‭ ‬وآخره‭ ‬شكر‭ ‬ربك.
بعد‭ ‬ان‭ ‬ترث‭ ‬الخلاص‭ ‬يصير‭ ‬لك. ‬تصير‭ ‬انت‭ ‬منه. ‬تصبح‭ ‬عشير‭ ‬المسيح‭ ‬واذا‭ ‬أدركت‭ ‬العشرة‭ ‬حقاً‭ ‬يزول‭ ‬منك‭ ‬الخوف. ‬كل‭ ‬القصة‭ ‬ان‭ ‬تدرك‭ ‬انك‭ ‬صرت‭ ‬للمسيح‭ ‬وصار‭ ‬هو‭ ‬لك‭ ‬واذ‭ ‬ذاك‭ ‬لا‭ ‬تكون‭ ‬لأعدائه.
في‭ ‬وقت‭ ‬من‭ ‬أوقات‭ ‬الرضاء‭ ‬تشعر‭ ‬بأن‭ ‬المسيح‭ ‬هو‭ ‬الحبيب‭ ‬ولا‭ ‬تطلب‭ ‬نفسك‭ ‬شيئاً‭ ‬آخر. ‬ترتضيه‭ ‬بعد‭ ‬علمك‭ ‬انه‭ ‬ارتضاك. ‬تحسّ‭ ‬انه‭ ‬يكفيك‭ ‬وانك‭ ‬قائم‭ ‬عنده.
سعيك‭ ‬الوحيد‭ ‬ان‭ ‬يرضى‭ ‬الرب‭ ‬عنك. ‬هذا‭ ‬لا‭ ‬تعرفه‭ ‬هنا. ‬هذا‭ ‬من‭ ‬سره‭ ‬ولكنه‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬الأخير‭ ‬يقول‭ ‬لك: “‬تعال‭ ‬يا‭ ‬مبارك‭ ‬أبي‭ ‬رثِ‭ ‬الملك‭ ‬المعد‭ ‬لك‭ ‬منذ‭ ‬انشاء‭ ‬العالم”. ‬عند‭ ‬ذاك‭ ‬تفرح‭ ‬وتبكي‭ ‬ويجذبك‭ ‬حضن‭ ‬الله.

جريدة النهار

18 تشرين الأول 2014

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share