عظة عيد القديس ديمتريوس – المطران جورج (خضر)

mjoa Monday October 27, 2014 102

عظة عيد القديس ديمتريوس – المطران جورج (خضر)

” ليس أحد يتجنّد فيرتبك بهموم الحياة “.
أيُ تجنّد لا ينبغي ان يأخذ قلوبنا. قلوبنا لله فقط. انت تدخل في الحياة.تدخل في السياسة وليس قلبك للسياسة. قلبك لله.أنت فيها. لكنك تعملها تقوم بها.ان كنت لا تقوم بها فاتركها.
انت استاذ جامعي تتعاطى العلم. لكن ليس قلبك في العلم.انه في الله فقط.لا نعبد الا الله. تالياً لا نعبد انسانا في هذه الدنيا، ولو كان رئيس البلاد.لا نعبد مخلوقا ابدا،لا نساءنا ولا اولادنا ولا رجالنا.نتعامل واياهم تعاملاً اخوياً محبا. لكن نحن لسنا عبيد احد في الكون.
كل من فحص قلبه ورأى ان قلبه مأخوذ بمخلوق فهذا قد ترك الله.لا تقدر ان تعشق احدا في العالم. تحب الناس بالمعنى المسيحي اي تقوم بخدمتهم. لكن العشق هو للمسيح فقط. العشق يعني ان يأخذ حياتَك وقلبَك وكل ما فيك.

1012266 10152337240971556 8147287709576780171 nقوموا بأي عمل في هذه الدنيا. فليكن اي منكم رئيس الجمهورية. لكن ليس العشق للجمهورية. العشق لله. هو خادم للجمهورية. نحن لا نعبد مخلوقا.لا نعبد نساءنا.نحب نساءنا.بالمسيحية المحبة هي خدمة. هذا تعريفها بالانجيل.المحبة ليست عشقا بالمسيحية.هي خدمة.
هكذا نقضي هذه الحياة وليست هي همنا.همنا الرب فقط والحياة الابدية.انت تقدر ان تكون غنيا.فليكن. فلتُسَّر. تقدر ان تكون فقيرا، فاشكر الرب.ما من فرق بين هذا وذاك عند الرب. يحترمون الغني َفي هذه الدنيا. الله لا يهمه احدا من الاغنياء او من الفقراء. كلهم اولاده.
نحن جميعاً من البطريرك ورئيس الجمهورية والمطران والكاهن والنائب والوزير، كلنا خُدّام فقط. من يعتبر نفسه غير هذا، فهو يأكل الشعبَ واموال الشعب.اي الذي لا يعتبر نفسه خادما.اذا اعتبر نفسه سيدا، يسيطر عليهم. كيف يسيطر عليهم؟ غير ممكن للانسان ان يحب السيطرة الا وان يكون انسانا رذيلا كليا. بائع نفسه للشيطان.

كل الذين يحبون السيادة يعطون انفسهم لابليس. نحن نحب فقط. نحن لا نسلم عقولنا لاحد. انت تسلم نفسك للحقيقة فقط، لما قاله الله.لا تسلم لامراتك ولاولادك ولا لاي احد.تخدمهم.هذا ليس تسليما.تخدمهم خدمة كبيرة.
هوذا وقت يعمل فيه للرب. في اي موقع كنا فيه في المجتمع نحن للرب. اذا كنت انت رئيس جمهورية انت خادم لكل الناس.انت لست شيئا.اذا انت كنت زوجا في العائلة فانت خادم لامراتك.لست سيدا عليها.هذه كذبة كبيرة اخترعوها.لاحظوا ما قاله الكتاب. لم يقل هذا. قال “ايتها النساء اخضعن لرجالكن كما للرب”.اذا كان الزوج شريرا تخضعين له! من هذا رجلك! تخضعين للرب فقط. وتخضعين له فقط عندما ترجعينه للرب.اذا بقي شريرا تتركينه.ما هذه التعاليم الفاسدة التي تقيد النساء بالرجال وما الى ذلك! هل الرجل افضل من الامراة؟ من اين اخترعوا هذه الحكاية؟
نحن عبيد الله فقط.لسنا عبيد احد.المراة ليست عبدة للرجل.هذا كذب. ليس هذا موجود في الانجيل. ليس الولد عبد امه وابيه ايضا.ليس من عبيد في المسيحية.نحن احرار، جميعا احرار.نحن نواجه رئيس الدولة ونواجه رئيس الحكومة ونواجه كل العالم بالصدق وبالمحبة وبالعطاء، وليس بالخضوع.
نحن جميعا اخوة في هذه الدنيا. رئيس الجمهورية يعتبرني اخاه. اذا بطل لا يعد رئيس جمهورية. ما من عبودية في المسيحية لاحد من الناس. فيها احترام لكل الناس، وللطفل ايضا. انتِ لا يحق لكَ ابدا ان تستبدين بخادمتك في البيت، وتهينيها على الاطلاق. هي مثلك بنفس الكرامة. لكن الظروف في الحياة جعلتك سيدة في البيت، وجعلتها خادمة. هي ظروف مادية فقط.
هذا الحفل الكبير هنا، هذا مشهد طيب عند الله والمؤمنين. الله ابقاكم هكذا مخلصين له. ليس عندكم اخلاص لغيره. واحباء له ايضا. لا احد يستبد بالاخر. هذا ممنوع. هذا الفقير مثلك تماما واكبر منك. لا تقدر ان تستبد بابنك. لم يعطك السلطة عليه الا بمعنى ان تصبح خادمه. ما من سيطرة في المسيحية. هل الملك سيد! رئيس الجمهورية سيد! هو خادم. هو اول الخدام بالبلد لانه يعرف. ولكونه يعرف ويحب، جعلناه رئيسا. او هكذا ظنينا.
الله يعطينا جميعا ان نحب بعضنا بعضا وان نخدم بعضنا بعضا، وان نخدم الفقراء بالدرجة الاولى، لانهم اسياد. الزعماء ليسوا اسيادا لاحد. الفقراء هم اسياد العالم. فاحبوهم. الفقراء اي الضعفاء. احبوا الضعفاء ماليا او بغير طريقة. احبوا المحرومين من هذه الدنيا. احبوا الاطفال. احبوا نساءكم. من قال ان امراتي هي خادمة؟ امراتي تطيعني لاعتقادها اني مطيع لله. ولا ابلغها الا كلمة الله. من انت لتكون انت سيدا عليها؟ من انت؟ اذا انت حامل كلمة الله والطهارة بسلوكك، تكون سيدا عليها. يقول القديس الذهبي الفم” اذا امراتك اكثر حكمة منك، هي تامرك”. ولا انت تامرها. الجنس يعطيك سلطة؟ انت تطاع لانك تطيع. انت تطاع لانك محب.
هكذا سنذهب. وهكذا سنسير لان سيدنا واحد وهو الله. نحن لا نعتبر احدا سيدا في الكون. يوجد ترتيب في الدنيا وسياسة ودولة. هذه ترتيبات من هذه الدنيا. ونمشي نحن فيها. لكن راسنا حر من الرؤساء،من رئيس البلد ومن الحكام ومن الوزراء ومن النواب. لا احد يامر راسنا. يعطونا اوامر بالسياسة وبالتنظيم. لكن راسنا لا يحكمه الا الله.
فالرب يكون معكم جميعا. يقبلكم في محبته. ويعظمكم واولادكم واصدقاءكم. ويرفع شاننا جميعا برضاه.
المطيلب – كنيسة مار الياس
26 تشرين الاول 2014

 

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share