تنصيب المطران جوزيف زحلاوي مطراناً على نيويورك وسائر أمريكا الشمالية

mjoa Wednesday December 10, 2014 94

Joseph-zehlawyترأس غبطة بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر خدمة صلاة الشكر في كنيسة القديس نيقولاوس في بروكلن نيويورك. وفيها نصّب المطران جوزيف زحلاوي الذي انتخبه المجمع الأنطاكي في تموز الماضي مطراناً على نيويورك وسائر أمريكا الشمالية.

المناسبة التي جاءت احتفالية بطابعها وبحضورها الرسمي كانت فرصة أطلق البطريرك من خلالها جملة من المواقف فيما يتعلق بالوضع في الشرق الأوسط. ففي نهاية الصلاة توجه غبطته بكلمة جاء فيها:

“آتيكم اليوم من الكنيسة المريمية في دمشق، من الشارع المدعو المستقيم. آتيكم حاملاً في قلبي سيمفونية المحبة والثبات وقوة الأمل التي تعزفها أجراس كنائسنا في المشرق. آتيكم لأقول أن الأرض التاريخية لبطريركية أنطاكية وسائر المشرق ليست مجرد جانب رمزي في حياتها. إنها جزء جوهري من هويتها. وهويتها هذه اعتمدت مع بطرس وبولس وغطست بدم الشهداء القديسين. هويتها هذه بدأت مع الخطوات الأولى لأولئك التلاميذ الذين سميوا مسيحيين في أنطاكية. واستمرت هذه الهوية مع أجدادنا الذين حفظوا الإيمان بلا أدنى شائبة. وهي تستمر اليوم وستستمر رغم كل المآسي الحاصلة في الديار الأم. هذه الهوية تعانق شروق شمس سوريا وشروق شمس تاريخ سوريا. هذه الهوية محفورة في جبل لبنان ومغروسة في شطآنه ووديانه. هذه الهوية تأتي من جوار بيت لحم. تأتي من القدس المسيحية وتنسكب مع مياه الفرات والأردن والنيل ودجلة ومعها تبث الحياة في تراب العراق ومصر وفلسطين والأردن”.

وتابع غبطته:

“نأتي اليوم إلى الولايات المتحدة لنغتني بحضور شعبنا المحبوب. جيل خامس وسادس والكنيسة لا تزال أنطاكية والوطن الأم في قلب كل فرد ووسط الجماعة الافخارستيا. في هذه الجماعة المحبوبة تذوب حدود البلدان الأم في محبة وقادة للآخر وفي صلاة من أجل سلام الوطن الأم. في هذه المطرانية المحروسة يأخذ التبشير المدى الأكمل للدعوة الإرسالية الأنطاكية التاريخية. هذه الأبرشية لا تعرف تمييزاً بين مهتد وأصيل، بل تعرف كأس المحبة التي كل واحد فيها هو جزء من المسيح الممجد. شعبنا واكليروسنا يعرف ويعيش مسيحيته بالحفاظ على أقوى وأعمق العلاقة والأخوة مع الطوائف المسيحية الأخرى الموجودة ههنا”.
وفيما يتعلق بالوضع في الشرق الأوسط، قال البطريرك:

100-(29) “إن المشرق الذي هو منارة لكل الدنيا هو جريح. فبدل السلام نسمع عن طبول الحرب. بدل سياسة اطفاء النزاعات، نسمع عن دعم فريق محدد من المليشيات. فليصل نداؤنا لكل البشرية. دعوا شعبنا يعيش! دعوا سوريا تعيش! دعوا لبنان يعيش! دعوا العراق يعيش! دعوا الأردن يعيش! دعوا فلسطين الجريحة تشفى وتعيش! دعوا مصر تعيش! قد يقول البعض أن للأزمة في سوريا طابعاً داخلياً، أنها فتنة داخلية. ولكن لا أحد في العالم يعتقد أن الطابع الداخلي المفترض يمكنه أن يشرح ويجلو طابعها الخارجي. دعوني أكون أكثر صراحة؛ أولادنا يقتلون بقنابل أرسلت من الخارج. أبعدوا عن أولادنا غسل الأدمغة بالايديولوجيات المتطرفة. ودعوهم يروا جهوداً لإحلال السلام. هم لا يحتاجون سفناً حربية ولا سفناً تنقلهم إلى الخارج. هم يحتاجون غصن زيتون وإرادة سلام. ناسنا تعبوا من المبادئ الممتطاة كشعارات بالية. ناسنا وأهلنا لا يحتاجون خطوط تماس بل احتراماً لحدود البلدان المتجاورة. أولادنا جاؤوا إلى الدنيا ليعرفوا عن جمالات مشرقنا لا عن الإرهاب والتكفير، والذي هو إدانة دين الآخر والحكم بزيفه وعدم أمانته. وهذا التكفير يسود اليوم مقترناً بالاستخدام الأعمى للدين. يمكن للعالم اليوم أن يرى ما يجري في سوريا وفي كل المشرق. وإن ملف مطراني حلب المخطوفين يوحنا ابراهيم وبولس يازجي مع العديد من المخطوفين يضع أمام أعيننا مشهداً واضحاً لما يحدث في الوطن الأم. وإن الصمت الدولي المطبق تجاه هذا الخطف هو وصمة عار تدين كل أولئك الذين لا يريدون أن يروا حقيقة ما يحصل. فلير العالم المأساة الحقيقية والملموسة كما هي. فلير العالم بعينين مفتوحتين لا بعين المصلحة الخاصة. عندما نفكر بالولايات المتحدة الأمريكية، فإننا نشدد على مبدأ حق الشعوب في تقرير مصيرها الخاص، والذي تبنته منذ تأسيسها. ومبدأ تقرير المصير لكل شعوب الأرض، نقدره ونحترمه نحن الأنطاكيين. ونحن نصلي ونعمل ونأمل أن يطبق هذا المبدأ، الذي من شأنه احترام كل كائن بشري، في كل مكان”.

وبعد تسليم عصا الرعاية للمطران الجديد، ألقى سيادته كلمةً شدد فيها على معنى عصا الرعاية شاكراً البطريرك والمطارنة على حضورهم ومؤكداً أن الأبرشية الأنطاكية في أمريكا الشمالية كانت وستبقى جزءاً لا يتجزء من الكنيسة الأنطاكية الأم. كما نوه سيادته كراعٍ يعيش مع رعيته ويموت معها. ونوه إلى فرادة المسيحية في أنطاكية والتي عاصرت كل الحضارات وعاشت معها علاقات الأخوة. وختم طالباً صلوات الجميع.

 

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share