قصة العلاقة بين رعيّتين أورثوذكسيّتين في كلّ من إنكلترا وأوغندا

mjoa Thursday February 19, 2015 106

relationقصة العلاقة بين رعيّتين أورثوذكسيّتين في كلّ من إنكلترا وأوغندا.

نكتشف قصة غير معروفة للأرثوذكس الموجودين في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وذلك بفضل الصداقة بين رعيّتين أورثوذكسيّتين، الأولى في أنجلترا والثانية في أوغندا.

اتّصال غير مُتَوقَّع.

في تمّوز عام ١٩٩٠، تلقّى الشمّاس پيتر سكورور، من رعيّة النبيّ الّياس في جنوب غرب إنكلترا، رسالةً من الأب باسيليوس تسوبوغا، كاهن أورثوذكسيّ في أوغندا. في هذه الرسالة توسّلٌ لمساعدة رعيّتهم في هذه الأوقات الصعبة.
قبل هذه الرسالة، لم يسمع أحد مِن رعيّتنا بهذه الرعيّة في أوغندا. في الواقع كان مُجرّد وجود الأرثوذكسيّة في شرق أفريقيا، خبرًا جديدًا للجميع.
كيف وصل هذا الطلب إلى رعيّتنا الصغيرة ولماذا؟ الجواب لا يزال لغزًا. على أيّ حال قرّرنا الرّد عليها. وهكذا، منذ عام ١٩٩٠ حرصنا على الحفاظ على علاقتنا مع رعيّة القدّيس سيپريان وعلى تطويرها. هذه الرعيّة موجودة في قرية بولامي، على بعد ٥٠ كلم شمال كمبالا في أوغندا الوسطى.

الكنيسة الأرثوذكسيّة في أوغندا.

وُلِدَت الأرثوذكسيّة في أفريقيا ونشأت بفضل شخصين: روبين موكاسا سپارتاس و أوباديا كابندا بٓزٓجٓكتبالو. كانا أنكليكانين في الأصل ولكنّهما، في العشرينات من القرن الماضي. آمنا أنّ الكنيسة الأرثوذكسيّة هي الكنيسة الحقيقيّة الخليفة للكنيسة الرسوليّة غير المقسومة وذلك من خلال قراءتهما. كان روبين سپارتاس يحلم بكنيسة أفريقيّة محليّة بدلًا من كنيسة “مُستٓورٓدة” من قِبٓل المبشِّرين الآتين مع الإستعمار . اتّصل أوّلًا بأسقف الكنيسة الأرثوذكسيّة الأفريقيّة المُؤَسَّسة في أميركا عام ١٩٢١.

وفي عام ١٩٣٢، تمّ سيامة روبين وعوبديا كاهنين على يد المطران دانيال ألكسندر من الكنيسة الأفريقيّة الأرثوذكسيّة ولكنّهما سرعان ما أدركا عدم شرعيّة هذه الكنيسة داخل الكنيسة الأرثوذكسيّة وذلك بعد اتّصال مع الكنيسة اليونانيّة في أفريقيا الشرقيّة. فآتّصلوا ببطريرك الإسكندريّة مالاتيوس، الَّذِي بعد التحقيق، اعترف بكهنوتهما.
في عام ١٩٤٦، بينما كانت رعيّتهما في أوّج نموّها وتعدّ حوالي ….١ عضوًا اعترفت بها كنيسة الإسكندريّة كجزء منها تحت اسم الكنيسة الأرثوذكسيّة اليونانيّة الأفريقيّة، ودعتها لخدمة السكان الأصليّين مع اليونانيين الموجودين في أفريقيا الشرقيّة.

أمّا رؤية روبين، فقد تحقّقت بهذه الكنيسة:” سيترأّس الأفارقة الكنيسة الأرثوذكسيّة اليونانيّة الأفريقيّة، بتوجيه الروح القدس و بِوٓحيٍ منه، وبمساعدة و حماية روحيّة و ماديّة و أخويّة من بطريركيّة الكرسيّ الرسوليّ للإسكندرية . وسوف تكون مستقلّةً تمامًا في جميع المسائل المتعلّقة بالإدارة الداخليّة”.
الأب روبين كان واحدًا من أوائل الكهنة الثلاث الأوغنديين، انتُخب أسقفًا بإسم كريستوف عام ١٩٧٢( كان مسؤولاً عن ترجمة النصوص الليتورجيّة الأساسيّة إلى اللّغة الأوغنديّة). وكان هناك أيضًا تيودور نانكاياما الَّذِي أصبح ،فيما بعد، أوَّل ميتروپوليت أفريقيّ لكميالا وكلّ أوغندا. وقد خلٓفٓه الميتروپوليت الحالي سيادة المطران جوناس لوانغا. ومنذ عام ١٩٤٦ توسّعت الكنيسة خالأرثوذكسيّة اليونانيّة الأفريقيّة في أنحاء أفريقيا، جنوب الصحراء الكبرى. وهي تتألّف من ١٤ مطرانيّة وتمتدّ من مالي والتشاد والسودان إلى كاپ تاون في الجنوب.

الأوقات الصعبة:

رغم وجود أشخاص مُميَّزين في أبرشيّة أوغندا، إِلَّا أنّ مواردها محدودة، إذ أنّ معظم المؤمنين فقراء جدًا حسب معاييرنا، تلزمهم الصحّة الجيّدة والأرض الجيّدة للعمل فيها و أية وظيفة ليتمكّنوا من إطعام عائلاتهم وربّما لدفع تعليم أولادهم حتّى نهاية المرحلة الإبتدائية على الأقلّ.  
ولكنّ كثير منهم مرضى وليس لديهم لا أرضًا ولا عملا.
لهذا السبب تعتمد الأبرشيّة، في أكثر الأحيان، على المساعدات الخارجيّة لتمويل مشاريعها. في الماضي تلقّت مساعدات سخيّة من اليونان وقبرص والشتات اليونانيّ . لكنّ هذا الدعم اختفى تمامًا منذ بداية الأزمة الماليّة عام ٢٠٠٩.
وقد نبّه الميتروپوليت جوناس، خلال زيارتنا لهم، الكثير من الشباب الذين يأملون بمنحة لمتابعة دراستهم الجامعيّة، بأنّ  الكنيسة لم تعد قادرة على تأمين هذه المنح. وقد علمنا مؤخّرًا أنّ تأمين الراتب المتواضع للكاهن بقيمة ٥٠ دولارا، أصبح مستحيلًا.
ومنذ وقت ليس ببعيد، كتب لنا دانيال واصفًا الوضع في المدينة:” إنّ أكثر المكاتب مُغلقة، الكهنة أصبحوا بدون عمل، وبعضهم غير قادر على العمل وذلك في كلّ الطبقات، وقد توقّفت المشاريع بأكملها. الله يعلم وضعنا جيّدًا وهو قادر على الإستجابة لنا. بانتظار ذلك نطلب صلواتكم الحارّة حتّى لا يدوم هذا الوضع. صلّوا لأجل الميتروپوليت والكهنة ولكلّ الكنيسة الأرثوذكسيّة في أوغندا الّتي تعيش حالة مزريّة للغاية.

يا ربّ ارحم، يا ربّ ارحم، يا ربّ ارحم.

مارتِن أولسون، رعيّة النبي الياس، ديڤون ، إنكلترا .
المصدر: Feuillet de l’Exarchat

ترجمة : الأخت سرزاه ساسين جولي

لقراءة الخبر باللغة الفرنسية : http://www.paris.catholique.fr/l-histoire-d-une-relation-entre.html

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share