تراس بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الارثوذكس يوحنا العاشر اليازجي صلاة مديح والدة الاله في كنيسة دير سيدة البلمند البطريركي بمعاونة كل من المطرانين ديمتري شربك وغريغوريوس الخوري، الارشمندريت يعقوب الخوري، رئيس الدير الارشمندريت يعقوب خليل ورئيس معهد القديس يوحنا الدمشقي اللاهوتي الاب بورفيريوس جرجي. وخدمت جوقة المعهد في حضور رئيس بلدية اميون غسان كرم، رئيسة الصليب الاحمر في الكورة دورا حيدر، الاسرة البلمندية، رؤساء فروع حركة الشبيبة الارثوذكس وشخصيات وحشد من المؤمنين.
بعد الصلاة القى البطريرك عظة ركز فيها على ما تمت قراءته خلال الصلاة” امنحنا يارب عقلا ساهرا وفكرا طاهرا وقلبا مستيقظا.. وذلك في دعوة للمؤمن لان يكون صاحيا، واعيا، مستيقظا وساهرا.. بحيث ان اولى نتائج الخطيئة هي انها تستعبد الانسان، وبالتالي تدفعه ليقوم بافعال ويتكلم باقوال لا ترضي الله. فلا يعود يسيطر على نفسه، بل ينجر الى ما تمليه عليه الخطيئة. لذلك يقوم بردات فعل تتمثل في الغضب والكلام السيئ، ان في المنزل او العمل او المجتمع.. وتسيطر الخطيئة على فكره وتملي عليه افعاله”.
وشدد على ان” اولى ثمار جهادنا الروحي ان يعود الانسان الى نفسه، ويصبح سيدا عليها كي لا تسود عليه الخطيئة. لذلك عندما نتعمد، نتحرر من الخطيئة. وهذا التحرر يكسبه الانسان بايمانه بالسيد المسيح، فيتحول الى سيد على نفسه ولا يكون عبدا”.
واكد ان” الرب يسوع احبنا جدا، لذلك تجسد من اجل خلاصنا، من اجل انتشالنا من العبودية، لانه يريدنا احرارا واسيادا لا عبيدا وماجورين. والانسان من جهله يقع في الخطيئة ويسقط في اهوائه فتستملكه، ويصبح مشدودا وراء الافكار التي تمليها عليه الخطيئة”.
وراى ان” مما نسعى اليه هو الصلاة والصوم والتمسك بكل ما هو حسن وبكل فضيلة صالحة وباعمال الاحسان والبر. واحدى ثمار هذا السعي ان نعود احرارا واسيادا. والانسان الذي يمتلك نفسه يصبح صاحيا في مدرسته ووظيفته وفي الشارع ومع جاره وفي كل موقف يواجهه. بحيث انه يتمالك نفسه ومشاعره واعصابه ولا يسقط بنتيجة ضعفه البشري، بل يكون سيدا يرى المناسب ويقوم به”.
وقال” لذلك نصلي ان يكون لنا عقلا ساهرا اي صاحيا ومتنبها. اذ ان نباهة النفس والصحو الداخلي هو الاساس في حياة الانسان. اذ ان ذلك يجعله يتمالك مشاعره وكلامه وكل ما يشعر به. فيكون حينها عاقلا وحكيما ويتصرف بما يمليه عليه ضميره ووجدانه. وتكون تصرفاته صحيحة وليست نتيجة ردات فعل”.
وتمنى ان تكون “القيامة في داخلنا، اي ان نكون اسيادا على كل تصرفاتنا، فنكون حينها ابناء القيامة وليس ابناء السقوط”.