الأسقف أثناسيوس فهد محاضرا في رعيّة “جبرايل” عكّار:
الصّوم والصّلاة هما جناحا المؤمن وهما الجمر والبخّور
في إطار سلسلة محاضرات الصّوم الكبير التي يرعاها سيادة المتروبوليت باسيليوس وينظّمها مركز عكّار في حركة الشّبيبة الأرثوذكسيّة، حاضر الأسقف أثناسيوس فهد في موضوع “الصّلاة والصّوم”، قادما من طرطوس، في قاعة الخوري جبرايل الملاصقة لكنيسة السّيّدة في بلدة جبرايل العكّاريّة.
بداية رحّب الأب طوني الجمّال كاهن رعيّة جبرايل بالحضور، شاكرا بركة وحضور سيادة المتروبوليت باسيليوس، مقدّما الأسقف الضّيف، وهو ابن اللاذقيّة الّذي تولّى مهام رعائيّة في أسقفيّة الحصن، أوروبا الغربيّة، وعدّة اماكن أخرى، وعيّن مؤخّرا أسقفا مساعدا لمتروبوليت عكّار في طرطوس، وهو مهندس زراعي وحامل إجازة في اللاهوت.
استهلّ سيادة الأسقف أثناثيوس حديثه متأمّلا في المزمور الرابع والخمسين: “اضطرب قلبي في داخلي، وجزع الموت سقط عليّ، خوف ورعدة أتيا إليّ، وغشيتني الظّلمة، فقلتُ من يعطيني جناحين كالحمامة فأطير واستريح”. تصف هذه الآية وضع البشر عندما يمرون بالألم، وضعنا عندما نكون متضايقين، فمن يعطينا الراحة عندما نكون في مثل هذه الحالة؟ هذا التّساؤول أطلقه داوود منذ ألف سنة قبل المسيح، فاجابنا عليه المسيح، وأعطانا الجناحين. إذا أردت أن تطير كالحمامة، المسيح اعطاك الصّلاة والصوم. وهو الّذي قال هذا الجنس لا يخرج إلاّ بالصّلاة والصّوم. وهكذا علّمتنا خبرة الكنيسة، الطّريق إلى الملكوت، إلى الراحة الأبديّة، له رصيفان هما الصّلاة والصّوم.
وتابع قائلا:الله لا يحتاج إلى أصوامنا وصلواتنا ولكنّنا نحن أصحاب الحاجة، كلّ من أراد أن يحيا مع يسوع يحتاج إلى مسيرة جهاد، ليعيش بنوّته لله. فلكي يكون الله أبي يجب أن أكون له ابنا. يجب أن نحمل بعضنا إلى الرّبّ ليشفينا، عليّ أن أحمل أوجاع الآخرين آلام الآخرين إلى الرّبّ كي يشفيها، وهذا ما نفعله بالصّلاة. الصّلاة هي القرب من الله.
إذا أردنا المياه السّاخنة لا يمكننا ان نضعها على النار مرّة واحدة، عندها يصيبها الفتور، فتبرد، يجب أن يكون القلب حاضرا دائما في الصّلاة ليحافظ على حرارته. في الصّلاة أرتقي من الأرضيّات إلى السّماويّات.
وأوضح في إطار متّصل أن تنظيم الأصوام الجماعيّة، كالصّلوات الجماعيّة، هو من أجل التّرتيب، وترتّب الكنيسة ذلك انطلاقا من خبرة الآباء على مدى السّنين.
تلازم الصّلاة والصّوم ضرورة في جهاد كلّ مسسيحيّ، ويقول الآباء أنّ تلازمهما مثل تلازم الجمر والبخّور، الجمر هو الصّوم والبّخور الصّاعد هو الصّلاة.
وبعد أن أجاب سيادته على أسئلة الحاضرين، ختم اللّقاء بالصّلاة وبركة سيادة المتروبوليت باسيليوس الّذي كان حاضرا، وكانت له مداخلة نقل فيها ما جاء على لسان رئيس أساقفة قبرص، الّذي التقاه مؤخّرا، والّذي نقل بدوره حوارا جرى بينه وبين البابا بنديكتوس الّذي قال: إذا كان الإيمان المسيحيّ سينجو من الاضطهادات والصّعوبات، فسيكون ذلك بفضل الكنيسة الأرثوذكسيّة، وذلك لأنّ الكنيسة الأرثوذكسيّة ما زالت تضع المؤمن أمام واجباته.