ترأس رئيس دير سيدة البلمند البطريركي الارشمندريت يعقوب خليل قداس احد القديسة مريم المصررية في كنيسة الدير، بمعاونة الارشمندريت يعقوب الخوري والاب سيرافيم داوود ولفيف من الشمامسة.
بعد الانجيل المقدس القى الارشمندريت يعقوب، رئيس الدير، عظة قال فيها “سمعتم ربنا والهنا يقول لتلاميذه ها نحن صاعدون الى اوروشليم، وهو يصعد هذه المرة لهدف مختلف، لكي يتم تدبير الله الخلاصي وهذا كله من اجلنا، وما يقوم به الرب هو من اجلنا وليس لاجل ظهوره والتباهي، وهو من اجل خلاصنا وتعليمنا”.
وركز على ان” الصليب الذي سيحمله المعلم هو لارشادنا وتوجيهنا لنتغلب على كل ما يشدنا الى الاسفل والى الظلمة، ولحمل الصليب بافتخار. بحيث انه بمستهل الالام يعلمنا الرب حمل الصليب، يعلمنا ان جسده يكسر من اجلنا وان دمه يهدر من اجلنا. لكي تغفر خطايانا ولكي نحب الصليب المحيي، ونفضل صلب الذات مع المسيح”.
واكد ان” دعوتنا كاتباع للمصلوب القائم، هي ان نضحي بكل شيئ لاجله، نضحي بالخيرات الارضية وبنفوسنا ان لزم الامر، كما فعل الشهداء القديسون، وكما يفعل اليوم الالاف من الذين يموتون من اجل اسم المسيح غالب الموت، هم يموتون ايمانا بالذي يغلب الجسد، ولكن لا يستطيع ان يقتل الروح والنفس”.
وراى ان الله “اذ يعطينا نعمة ان نرى الشهداء المتألقين باسم المسيح لا يأبهون بالموت من اجله، كم بالاولى بنا نحن الذين صمنا طوال هذه المدة ان نتعلم الموت عن الخطايا، مقارنة مع الذين يذبحون ويقتلون ويصلبون ويعذبون لانهم مؤمنون بدين المسيح”. واشار و”نحن نقترب من التعيد لالام ربنا وقيامته، وقد مضت ايام تقارب الاربعين ونحن صائمون ونرفع الابتهالات والصلوات، وقد غمرتنا انوار المسيح ومنحتنا قوة روحية، نسأل هل سنتوقف عن هذه الابتهالات، وننسى جهاد الصوم بعد عيد الفصح، هل نتخلى عن النور الالهي الذي اتخذناه ونعود الى سبل مظلمة؟ “
مشددا على ان” صومنا لن يكون نافعا الا اذا جعلنا جماعة مصلية مبتهلية متضرعة دون انقطاع، نتجرع الكاس مع المسيح المعلم لكي نحيا معه، ونموت عن الملذات الارضية التي تغرقنا في الخطايا”. ودعا الى ان” نتغير ونتنقى دائما لنصبح مسيحيين بكل معنى الكلمة ونكون مستحقين ان نحمل اسم المسيح الذي يحمله الشهداء والابرار، فنصبح مسيحيين مستنيرين لا ساقطين”.
وركز بالقول” يا اخوة في توبتنا وتغيرنا تنتصب امامنا امنا البارة مريم المصرية تلك التي كانت تظن انها مسيحية فذهبت الى الصليب دون ان تدري ماهية الصليب، حملت صليبها انما الله المتحنن منحها نعمة ادراك خطاياه،ا فتجاوبت مع صوت الرب وتغيرت. فهل سنتغير نحن الذين لمسنا جمال بر الله بهذا الصيام؟ تابت مريم ولم تعد الى الخطيئة، هل لا سمح الله، سنعود نحن الى نفايات الخطيئة؟ نمت مريم 40 سنة في حياة التوبة، حتى اصبحت تشاهد الملائكة اكثر من البشر، هل سننمو نحن في حياتنا ؟ هل سنزداد بالنعم قبل فوات الاوان؟ هل سنسعى لنشاهد ملائكة النور، ام سنسعى الى مشاهدة ملائكة الظلام؟”
وختم شاكرا الله الذي “لم يبخل بدم المسيح من اجل خلاصنا”، وشاكرا” المسيح الذي بروح ازلي قدّم نفسه لله من اجلنا.”