الإخوة والأبناء الأحباء،
النص الإنجيلي مليء بالآيات التربويّة روحياً واجتماعياً وعائلياً. تخصُّ في مجملها على تحمُّلِ المسؤوليَّة المنبثقة من الإنجيل. النص يحضُّنا على التسامي فوق الفروقات الاجتماعيّة، والفكريّة، والاقتصاديّة، والدينيّة، لأن الله الذي يحاول كل منا أن يعبدّه على طريقته إنما هو أب لنا جميعاً.
لقد ركّز ربنا على موضوع الأبوّة هذا في كلامه مع المرأة السامريّة فقال: “لأنَّ الآب طالبٌ مثل هؤلاء الساجدين له”. صفة الأبوة كررها الرب يسوع مرّات عديدة في كلامه مع المرأة السامريّة، وحاول بذلك أن يحرِّرها من فكرة اختصاص شعب معيّن بمحبته، وعناية الله أو العلاقة معه على أنه إلهه الخاص. وركز على موضوع شمولية محبة الله لجميع الناس، لا فرق بين يهودي ويوناني، عبد أو حر، ذكر أم أنثى. الكل واحد بالمسيح كما ذكر بولس الرسول في رسائله أيضاً.
المسؤوليَّة التي وضعها الرب على أكتاف تلاميذه جاءت بشكل مباشر بكلامه حول الحصاد والفعلة. وفي مكان آخر يطلب الرب من تلاميذه أن يرفعوا تضرُّعاً إلى الله لإرسال فعلة على مقدار اتساع العمل “الحصاد كثير والفعلة قليلون”. مسؤوليّة العمل في حقل الرب لا تقع على عاتق الذين تحمّلوا المسؤوليّة بل على عاتق كل إنسان معمّد على اسم الأب والابن والروح القدس واعتمد باسم الرب يسوع المسيح قابلاً كلامه وتعاليمه وحياته دستوراً لمسيرة حياته. إذا تأملنا في حياتنا وجدنا أن الحقول الصالحة للعمل هي كثيرة بدءاً من الحياة الشخصيّة والعائليّة والوظيفيّة والاجتماعيّة، فكيفما أظهرنا نور المسيح في هذه الحقول نعلن بشارته على الملأ ونؤسس في النفوس القواعد القويّة لقبول كلمته ونهيؤها لقبول الرب يسوع فادياً ومخلِّصاً ألا تعبر العلاقات الزوجيَّة بصدقها حقل من حقول الأخلاق في المسيحيَّة.
تربية الأولاد أليست مجالاً كبيراً لتعبر لله ولسيدنا يسوع المسيح عن قبوله سيداً لحياة أولادنا فإذا أهملنا هذه أو غيرها ألا نكون مقصِّرين بالنسبة لما أخذناه عهداً علينا في المعموديَّة، وتجاه الاسم العظيم الذي نحمله. وقس على ذلك.
رجاءنا إلى الله أن يجعلنا فعلة صالحين في كل مجالات تمجيد اسمه بالقول والفعل. آمين.
نشرة البشارة
10 أيار 2015