أحــد الأرثوذكسية

mjoa Thursday June 11, 2015 217

أحــد الأرثوذكسية
كلمة الراعي: الصوم مسيرة مشتركة
قد ولجنا بنعمة الله فترة الصوم وها نحن “معاً” نتابع المسيرة الخلاصية- لسنا منفردين، لا يصوم أحدنا كأنه يصوم وحده، انه يصوم مع الجماعة المتّجهة نحو الهنا المصلوب من أجلنا، انه يصوم وهو يحمل الآخرين في وجدانه- انه يسعى الى السيد لكي يشاركه في آلامه ويدخل نور قيامته ولكنه لا يستطيع ذلك اذا نسي اخوته أو أهملهم، فبصليب مشاركة الاخوة آلامهم وبصليب يحمله مع الاخوة وبسبب الاخوة يستطيع ان يتعرّف “حقيقة” على صليب الرب يسوع الذي يعطيه حينئذ الغلبة الحقيقية الثابتة الى الأبد. ان فيليبس الذي كان يفتش “مع” صديقه نثنائيل عن المسيح الذي كتبت عنه الكتب المقدّسة،

عندما وجده لم يتبعه لوحده منفرداً، فكَّرَ فوراً بمن كان يسعى معه الى السيد، نسي لحظة نفسه لكي يسعى الى “أخ” له من غير أمه وأبيه، يسعى اليه ليعلمه بفرح بالكنز الثمين الذي وجده- قابله صديقه “ببرودة” كانت قادرة ان تثني عزمه فألَحَّ عليه لأنه لم يتصوّر أنه قادر ان يتبع “لوحده” من كان مسعاهما “المشترك” نحوه عبر الكلمة الالهية- فألَحَّ اليه وأتى به الى ذاك الذي كشف لِمن كان يشكك به انه يعرفه “قبل” ان يدعوه صديقه الحبيب، فتحقق حينئذ ما ابتغاه فيليبس بملء جوارحه انه “مع” صديقه تبع السيد. قيمة صومنا تتضاعف بانتصابنا معاً- نصوم معاً- نصلي معاً. الله سيد صومنا والاتحاد به غاية صومنا فليؤهلنا ان ننقي قلوبنا من كل أدران الخطيئة- فليؤهلنا ان نجاهد جهاداً حسناً لكي نهدم الحواجز التي تفصلنا عن بعضنا البعض- جهادنا هذا جهاد متعب، مضني من الناحية البشرية، كثيراً ما سنشعر بقوى الشر تجربنا وتسعى لتفصلنا عن بعضنا البعض ولكن ثقتنا كبيرة بمن مات لكي “يجمع أبناء الله المتفرقين الى واحد”. هو يساعدنا في اماتة أهوائنا ويقوينا لكي نظهر غالبين لظلمة البغضاء والتفرقة فنصل معاً الى نور القيامة. آمين.
مطران عكار وتوابعها
+بولس

نشرة البشارة
العدد 11  – في 12/3/1995

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share