أحــد مرفــع الجبن – أحد الغفران

mjoa Thursday June 11, 2015 264

أحــد مرفــع الجبن – أحد الغفران
كلمة الراعي:
أيها الأحبّاء، غداً نبتدئ بنعمة الله فترة مقدسة هي فترة الصوم الأربعيني المقدس التي تقودنا الى السجود للآلام الخلاصية المكللة بنور القيامة، انها بالحقيقة مسيرة نورانية نتجه فيها عبر صليب تحمَّله السيد بطول أناته نحو فصح إلهي نعبر فيه من الموت الى الحياة. فالصوم الذي يدعونا الرب أن نَلِجَهُ هو زمن يَطلب منّا فيه أن نعيش الخلاص المُعطى لنا من المصلوب من أجلنا -ألمّ يقل لنا الرسول بولس في مقطع الرسالة الى أهل رومية التي سمعناها اليوم أن “الخلاص لأقرب منّا الآن” فها هي مسيرته تعرض علينا ان شئنا أن نسلكها.

فهل نبقى دون استجابة للنداء الإلهي أم نقول له: يا سيد أنت خلاصنا واليك نلتجئ، فبارك يا رب الفترة المقدسة هذه وأعطنا أن نجوزها بكل أمانة لكي نستحق أن ندخل سرّ تدبيرك الإلهي فنشاهد صلبك وقيامتك. فترة مقدسة ندخلها- انها فترة خلاص ولذلك هي فترة جهاد أي تعب مستمر،
مشاركة دائمة لآلام السيد، لمعاناته في بستان
الزيتون ولذلك ومع السيد هي فترة نتخلّى فيها عن أنانا لكي ننتبه الى الاخوة وبدون الاخوة لا صوم حقيقي لأنهم هم الذين يطلّون بنا على السيد القدوس -وكون الرب هو نفسه “هدف” صومنا وطالما ونحن في مسيرتنا نحاول أن نلتزم بعضنا بعضاً كما التزمنا المسيح، نحن على يقين بنعمة الله أن جهدنا الصعب في كثير من الأحيان، به نحارب نفوسنا وأهواءنا وخطايانا وهفواتنا، هذا الجهد في الطريق الضيق كما أكّد لنا السيد الرب، هذا الجهد سيستمر بأنوار القيامة، فلنتق برحمة من هو سيد حياتنا وسيد خلاصنا ولا بد أن نصل فيه الى كل عمل للبنيان، والجهد هذا لا يسبب لنا وضعاً كئيباً، انه وقت يُعمل فيه للرب- انه زمن لا بدّ لنا فيه إلاّ وأن نشعر بفرح لا يعرفه العالم، فرح لا يستطيع أحد أن ينزعه منّا. ومن أجل ذلك ينبغي أن يتحول جوّ صومنا -لا نصوم لأجل الحزن وحتى الحزن على خطايانا- ان الخلاص ان شئنا أن نقبل به ينقل الى موقع جديد موقع خلاص الإله الباذل نفسه من أجلنا ولذلك نفرح، نهلل في فترة الصوم لن نفتر ان نصرخ هللويا. في فترة الصوم وفي خدمة القداس السابق تقديسه يباركنا الكاهن بالنور صارخاً “نور المسيح يضيء للجميع”. في الصوم نفكر بخطايانا فيملأ الحزن قلوبنا ولكن اذا رفعنا أنظارنا الى من رُفِع ليجذب اليه الجميع فلنا ثقة أن خطايانا تُغفر برحمته فيعطينا قوة إذ تشخص أعيننا به أن نتابع الجهاد ونظهر “غالبين الخطيئة” ونبلغ الى السجود لقيامته المقدسة -ألا بارك الله صومنا وقبله منّا
 وأعطانا أن نسلك مسالك النور فيصبح الخلاص الإلهي قريباً إلينا فندخله بولوجنا الصوم ونصل الى قدْس الأقداس حيث يستريح الرب في قديسيه. آمين.
مطران عكار وتوابعها
+بولس
نشرة البشارة
العدد 10  – في 5/3/1995

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share