أحــد الشعانين

mjoa Friday June 12, 2015 219

أحــد الشعانين

كلمة الراعي:
القلب النقي والقلب المشحون بالحسد
أمام أعجوبة باهرة للأبصار وللأذهان، أعجوبة اقامة ميت له أربعة أيام في القبر وقد تعرض من جراء ذلك للنتانة والانحلال، امام غالب الموت الآمر بسلطانه الالهي ان ينهض لعازر الميت فقام مؤكداً ان الذين يسمعون صوته يقومون حتماً وكل الأموات سوف يسمعونه فيقومون وتتحقق هكذا القيامة العامة، أمام المعجزة التي لم يستطع أحد ان يتممها سوى ذاك الذي يتقدم نحو آلامه وموته لكي ينهض الموتى أجمعين،

هناك موقفان: أولاً: موقف السجود للقدرة الالهية الساحقة للموت والتهليل لها. ثانياً: موقف الحسد الذي يتطلع فيرى الناس يؤمنون “به” من أجل قيامة لعازر فينتج عن ذلك ارادة مملوءة حقداً وتآمراً على قتل الرب ولعازر أيضاً الذي يؤمن الناس بسببه بالمسيح الرب الفادي. الموقف الأول هو موقف القلوب النقية التي تهلّل للملك الذي يأتي اليها ليس كالملوك متعظّماً متعجرفاً ولكنه يأتيها وديعاً راكباً على جحش ابن آتان، ولكن القلب النقي يعرف ان يعاين الله فيصرخ اليه وهو يحمل اسعاف النخل- علامات الغلبة والظفر- “أوصنا” أي خلصنا يا مخلص العالم الأوحد- واذ يتعرّى من ثيابه لكي تدوسها أقدام البهيمة التي تحمل الاله ينسى عريه لكي يتذكر رحمة الله التي تغلّفه. الموقف الثاني هو موقف القلوب المشحونة بالحسد والكبرياء التي لاترى الاّ مصالحها فتجد في ذاك الراكب على بهيمة وديعة مزاحماً لسلطان بشري فتتآمر لكي تلغيه من الوجود كما فعل قديماً هيرودوس ذو القلب المفعم بالغيرة من طفل وديع وُلِد في مزود “البهائم” فقتل أطفالاً أبرياء. أيها الأحباء، اذ نحن نستعد لدخول الاسبوع العظيم المقدس فلنبتهل الى من نسعى اليه مصلوباً ان يعطينا قلباً نقياً كي نكون أهلاً ان نستقبل آلامه الخلاصية وقيامته المجيدة. فلنضرع الى ختن الكنيسة ان يهبنا الاشتراك بالوليمة الالهية التي يدعونا اليها فينقي قلوبنا من كل فكر يعوق دخولنا الشركة الالهية. فلنطلب اليه ان يطهرنا من كل الشرور التي تحاول ان تدخل حياتنا، ان ينقينا من السموم التي تهددنا، انها كثيرة ولكننا لنا ثقة كبيرة ان “غالب الموت” سيعطينا ان ننهض مثل لعازر من نتانة هذا العالم وان نرى مجد الله في صليب مرتفع من أجلنا ومكلل بأنوار انتصار القيامة المجيدة.
مطران عكار وتوابعها
+بولس

نشرة البشارة
العدد 16 – في 16/4/1995

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share