جمعيّة البرّ المسيحيّ “بيت الشيخوخة”
مقابلة مع د. بشرى دبج
جمعيّة البرّ المسيحيّ “بيت الشيخوخة” هي إحدى الجمعيّات التابعة لرعيّة الميناء للروم الأرثوذكس والكائنة في مدينة الميناء، تُعنى بالاهتمام بإخوتنا العجزة من النواحي الاجتماعيّة والصحّيّة.
وللإضاءة أكثر على الجمعيّة وكيفيّة تأسيسها وتطوّرها وصولاً إلى يومنا، كان لنا هذا اللقاء مع رئيستها الحاليّة الدكتورة بشرى دبج
1- من هو مؤسّس الجمعيّة وفي أيّ عام ابتدأت العمل الفعليّ بعد حصولها على العلم والخبر؟
أسّست جمعيّة “البرّ المسيحيّ الأرثوذكسيّة” في نهاية القرن التاسع عشر في العام 1899 تحديدًا على عهد المثلّث الرحمة المطران غريغوريوس حداد إبّان فترة الحكم العثمانيّ على المنطقة على يد المرحومة السيّدة مريانا المرّ بمعاونة بعض سيّدات مجتمع الإسكله (الميناء حاليًّا) بغاية مساعدة العائلات المحتاجة بواسطة الموادّ الغذائيّة والملابس والأدوية ضمن منازلها بصورة تطوّعيّة في ظلّ الظروف السياسيّة القاسية تلك الفترة.
وبفعل تدهور الأوضاع السياسيّة والاقتصاديّة باندلاع الحرب العالميّة الأولى في العام 1914 توقّف عمل الجمعيّة قصرًا إلى أن نالت العلم والخبر في العام 1967 تحت رقم 78/أد بولاية المرحومة الأخت نتاليا عازار مسؤولة لجنة العمل الاجتماعيّ في مجلس رعيّة الميناء التي بدأت بتأمين المساعدات الماليّة، الغذائيّة الأدوية إلى البيوت بعد الوقوف على أوضاع العائلات المتعثّرة ماليًّا.
2-كيف ولدت فكرة إنشاء بيت للشيخوخة في الميناء؟
مع مرور الوقت وبعد مناداة بعض النسوة اللواتي كنّ عضوات باللجنة المذكورة تمخّض العمل عن إنشاء “بيت الشيخوخة” الذي يضمّ من هنّ بحاجة إلى العناية الاجتماعيّة والطبّيّة في خريف العمر وذلك بالانضمام إلى الجمعيّة.
وتمّ شراء أوّل بيت للشيخوخة من آل أرملي في العام ١٩٨١ حين كانت الآنسة إيلين أروادي رئيستها وبدأت بزيادة النشاطات ودعوة السيّدات للإقامة فيه بعد أن كانت الخدمة مادّيًّا، اجتماعيًّا وطبّيًّا محصورة في البيوت.
3- ممَّ كان يتألّف البيت عند إنشائه، وممَّ يتألّف حاليًّا؟ وهل يمكننا إجراء مقابلة بين عدد المسنّين المقيمين فيه نساءً ورجالاً بين تاريخ افتتاحه واليوم؟
كان البيت في البدء شقة صغيرة بجانب القاعة الرياضيّة في الميناء تكوّن من ثلاث غرف نوم، صالون، مطبخ، وغرفة طعام مع منتفعاتها، ومهيّأ لاستقبال النساء ثمّ الرجال في ما بعد.
وبعد ذلك وبفضل المثلّثي الرحمة المطرانين إلياس قربان وجبران رملاويّ ومساهمات المحبّين تمّ شراء البيت الحاليّ القائم ضمن الحارات الشعبيّة المتفرّعة من شارع الدكتور يعقوب اللبان من آل لاذقاني نحو العام 1997.
وحاليًّا يتألّف من طبقتين مزوّدتين بمصعد كهربائيّ من تقديم المغفور له النائب موريس فاضل، وتتألّف السفليّة المخصّصة للرجال من: صالون- 15غرفة نوم بعد عمليّة التوسيع الأخيرة – صالون- 4 مطابخ صغيرة- غرفتي طعام – 13 حمّامًا – غرفة غسيل وخمس حدائق ساهم بتأهيلها مجلس الإنماء والإعمار.
في حين تتكوّن الطبقة العلويّة الخاصّة بالنساء من المطبخ الأساس للمأوى الذي تمّ تأهيله مؤخّرًا – غرفة طعام – 3 صالونات – 6 حمّامات – غرفتين للمؤن – شرفة كبيرة تمّ تأهيلها حديثًا.
ولدى استرداد بعض أجزاء الطبقة السفليّة من آل الجعتور استطعنا تأمين غرف لخمسة عشر رجلاً إضافيًّا بحيث إنّه بعد تأهيله يمكننا استقبال ثلاثين رجلاً فضلاً عن خمس وعشرين سيّدة في الطبقة العلويّة.
6- هَل يمكن إعطاء فكرة عن السيّدات اللواتي توالين على رئاسة الجمعيّة وعن التشكيلة الإداريّة لها ولبيت الشيخوخة؟
تناوبت على رئاسة الجمعيّة رئيسات عدّة وهنّ على التوالي:
– السيّدة مريانا المرّ الرئيسة الأولى
-الآنسة إيلان إروادي
-السيّدة هند الروميّ
– السيّدة منى دياب
-الرئيسة الحاليّة الدكتورة بشرى دبج
وتقسم الجمعيّة إلى:
-لجنة رعاية “بيت الشيخوخة”
– لجنة الخياطة
كما تتألّف من هيئتين:
إداريّة وعموميّة.
الأولى تنتخبها الهيئة العامّة ومؤلّفة من ستّة أشخاص: الرئيس، نائب الرئيس، أمين الصندوق، أمين السرّ، ومسؤول البيت كمتطوّعين.
كما يتألّف فريق العمل الذي يسهر على راحة إخوتنا العجزة، تحت إشراف أعضاء الهيئة الإداريّة، من 13 شخصًا من الطوائف كافّة إضافة إلى مسؤولة البيت السيّدة كاترين دومانيّ، ويشغلون المهمات التالية :
– تشرف الرئيسة كطبيبة على الوضع الصحّيّ العامّ للعجزة.
-معالج فيزيائيّ.
– مساعدة صحّيّة اجتماعيّة.
– ممرّضة.
– طاهية.
– سيّدة تهتم بترتيب شعر وأظافر المسنين.
– عمّال للتنظيف، للغسيل، للصيانة وللأرشيف والكمبيوتر.
7- ما هي الخدمات الصحّيّة التي يقدّمها لإخوتنا العجزة، وهل هناك جدول بالأطبّاء الاختصاصيّين الذين يهتمّون بمعاينتهم دوريًّا أو كلّما اقتضت الحاجة؟
بالنسبة إلى الطبابة، وبصفتي طبيبة صحّة عامّة أتابع شخصيًّا الوضع الصحّيّ لإخوتنا العجزة (ضغط- سكّري) مع إمكانيّة الاستعانة بأطبّاء اختصاصيّين عند الحاجة بعد إبلاغ ذوي المريض.
ويوجد قسم مجّانيّ وآخر تدعمه وزارة الشؤون الاجتماعيّة، فضلاً عن المساهمة قدر الإمكان في تأمين الأدوية اللازمة، بالتنسيق مع جمعيّات ومراكز صحّيّة متعدّدة، علاوة على تزويد البيت بأجهزة تأهيل كالأسرّة والكراسي المتحرّكة وغيرها.
8- كيف يتمّ الاهتمام بهم من الناحية الاجتماعيّة، وكيف يقضون أوقاتهم ؟
وهل تقام نشاطات خاصّة لهم للترفيه؟
تتمّ متابعة المسنّين من النواحي الاجتماعيّة والنفسيّة مع مختصّين بصورة دائمة، ويقضون أوقاتهم بين الجلوس على الشرفة وفي الحديقة ومشاهدة التلفزيون واستقبال الأقارب والمحبّين.
فضلاً عن إقامة النشاطات الترفيهيّة المتنوّعة بخاصّة في الأعياد والمناسبات بمعاونة حركة الشبيبة الأرثوذكسيّة، الصليب الأحمر، الروتاري، الأنروي، فريق مار إلياس الرعائيّ بمعيّة الأب باسيليوس دبس وأكثرها في فترة الميلاد ورأس السنة.
9- هل يمكننا تحديد الجهات الداعمة له؟
بالمناسبة، لا بدّ لنا من التنويه بالأيادي البيضاء، التي كان لها الفضل وما تزال وراء دعم هذا المشروع وتمويله، وبخاصّة وزارة الشؤون الاجتماعيّة، نوّاب طرابلس، مؤسّسات، جمعيّات وهيئات أهليّة، من دون أن يغيب عن بالنا راعي أبرشيّة أستراليا المثلّث الرحمة المطران جبران رملاويّ، المثلّث الرحمة المطران إلياس قربان راعي أبرشيّة طرابلس، النائب موريس فاضل، مجلس رعيّة الميناء وجميع السيّدات اللواتي توفّين وكان لهنّ الفضل في تأسيسه وبخاصة الآنسة نتاليا عازار.
10- هل يُتاح لهم المشاركة في الأسرار الإلهيّة أو أقلّه الصلوات اليوميّة، وكيف؟
بسبب الوضع الصحّيّ الذي يمنع معظم المسنّين من المشاركة في الأسرار الإلهيّة في الكنيسة، يتولى الأب باسيليوس دبس إقامة صلاة غروب خاصّة بحضور بعض أبناء الرعيّة يوم الأربعاء من كلّ أسبوع منذ ما يزيد عن عشرين عامًا.
11- ما هو تقويمك لوضعه العامّ حاليًّا، وهل لديكم طموح بتطويره ومن أيّة أوجه؟
نسعى إلى تطوير البيت بما يتوافق مع العصر الحاليّ، وحديثًا تمّ تأهيل المطبخ، السطيحة، وهناك دراسة لتأهيل طبقتين ليكون مؤهّلاً بكلّيّته لتأمين راحة إخوتنا في خريف العمر، بحيث سيلحق بكلّ غرفة حمّام. والأعمال تسير مرحليًّا وفق مقتضيات الحال فضلاً عن الدعم الكبير لسيادة المطران أفرام الذي ساندنا في تأهيل المطبخ وأبدى استعداده للمساعدة المستمرّة مع التنويه بتبرّع جمعيّة أنروي ببراد، غسالة وتلفزيون.
وأقمنا حديقة بالتعاون مع مجلس الإنماء والإعمار على أمل تحقيق ما نصبو إليه مع التنويه بجوّ المحبّة السائد بين الجميع.
أجرت الحوار الأخت زينة الزيني