كلمة المطران باسيليوس (منصور)

mjoa Monday June 29, 2015 104

كلمة المطران باسيليوس (منصور)
يا سيد الكل يا من تجاوزت كل الحدود والمسافات الفارقة بين كونك وكون ما صِرْنا إليه. يا محباً للبشر لا تفحص أغوار أفكاره ولا تدرك لجج محبته، لقد عبّرنحوك ذلك الإنسان الكبير عما كان يختلج في ذاته وفي نفسه من أفكار، وعرف عظمتك وقوتك، وأنك الذي تشاء فيشاء الكون ما تشاء، ولا رادَّ لكلمتك.

jesussلقد عرف من هنا ومن هناك أنك الطاهر النقي العفيف اللطيف الرحيم المعطاء الجزيل التحنن. الأخبار التي كانت تأتيه من هنا ومن هناك والتي من الممكن أنها كانت كثيرة جداً أنبأتْه عن العطاء الذي عندك وأنه لا فرق لديك بين إنسان وإنسان مهما كان الإختلاف لأن محبتك واحدة للجميع، ترسل نعمتك على الجميع، وعلى الجميع تشرق شمسك. رأى طهارتك فارتجف بخطيئته أمامك واعلن ما لا يعلنه البشر عادة وقال: “يا سيد لست مستحقاً أن تنزل تحت سقف بيتي”.
يقول البشر من تريد أن تكرّمه أدعُه الى بيتك. أما ذاك فقد تجاوز حدود البشر بتواضعه. والتوبة جسر الناس الى عشرتك. عرف أنه لا يمكنه أن يكون عشيرك إلا إذا أردت أنت ذلك فاردت وصار له ما عرفت أنت بعلمك الذي لا يحد أنه طالبه نفسه كانت كبيرة كموقع سلطته فاحترمك يا عظيم جميع الدهور وزاد من اجلاله لك وتواضعه ألم يكن غيره من الذين قد التقوك يعرف هذه المعرفة ويدرك هذا الإدراك. إن النفس العطشى الى رحمتك تدركك وتنالك فترتوي وترتفع لعلها تدرك بعضاً من علوّك. بتواضعه نال ما أراد كما النازفة الدم بإيمانها لمست هدب ثوبك وشفيت.
أيها المتربع على العروش في قلوب المتواضعين إجعلنا ندرك مقامنا أمامك حتى نشعر ونعرف حق المعرفة أننا لا نستحق أن تأتي الى بيوتنا ولا حق لنا بأن نتلفظ باسمك لقد صرنا من اسرائيل الكبرياء والعماء والدنيا على وجوهنا برقع يحجب أنظارنا عن رؤيتك وعن صحة الطلب منك فنقنا وطهرنا واجعل طرقنا سليمة وافكارنا سديدة فتفعل كلمتك فعلها فينا وتشفينا من جميع أمراضنا الجسديّة والنفسيّة والروحيّة.
إن قديسيك ما صدّقوا يوماً أنهم أدركوا التوبة أو حققوا ما تريده أنت، على فراش الموت ونورك يلفهم وأحباؤك القديسون يتجهزون وقد حضروا لمرافقتهم، إلا أن عبراتهم وكلماتهم كانت تعبّر عن عدم استحقاقهم بالقدوم إليك وكما جاوبك الضابط يا ضابطاً الكلِّ بقبضته هكذا نداء قديسيك إليك. أما نحن في هذا الجيل إننا ندعى على اسمك ونحمل رسم قداستك ومجد آلامك وبهاء نور قيامتك ولكن ما زالت أرجلنا العقليّة لا تقوى على حمل ذواتنا لتقول لك الحقيقة وتعترف بأنك أنت الوحيد الذي يرسل كلمته عبر الزمن فتشفي وتودب وتقوّم بكل المحبة والحب يا محب ولا يسعك بيت ولا يكفي العالم كله لاحتوائك ولكنك دائماً تنزل بتحننك ورأفتك وتسكن حيث القلوب الخاشعة والمتواضعة والمقرّة بأنك سيد الأمكنة والأزمنة كلها يا محباً للبشر محبة تسع الدنيا بتمامها وكمالها.
نشرة البشارة
28 حزيران 2015

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share