مولدي – المطران جورج (خضر )
ولدت في 6 تموز. هذا يهمني لأتذكر نواقصي والتي لا تزول إلا بالموت. أنت في الطبيعة ابن والديك. ولكنك تصير مولوداً من الله اذا شئت. كلمة لا يستسيغها المسلم لانها في أذنه تتصل بالولادة البشرية. المسيحيون ادركوا المعنى الروحي للكلمة:
تسعون سنة انقضت وانا في ضعفي. المسيحيون يعيدون لقديس في ذكرى موته وهذا لايمانهم ان حياته الحقيقية ظهرت شهادة من بعد موته. نحن المسيحيين المشرقيين من فترة قريبة ما كنا نقيم مولد احد منا. كنا نقيم ذكرى موته اذا اعتبرنا انه شهد للحق في حياته.
المولد مجرد وعد لذلك لا تقيم الكنيسة عيداً إلا ليوم انتقالنا من هذه الدنيا لأنه التقاؤنا بالله. قبل ذلك الانسان وعد. لذلك المحافظون في كنيستي لا يهتمون لمولد قديس ولكن لتاريخ موته. كل انسان وعد والكنيسة لا تطوب باراً الا بعد موته. اهلي لم يذوقوا الحضارة الغربية.
لذلك لم يعيدوا لمولدي. عيد الانسان في موته. لا تعيد لك الكنيسة الشرقية في ذكرى ميلادك فالميلاد عندها المعمودية. بعد اتصالنا بأهل الغرب اي من فترة قصيرة بتنا نعيد لمولدنا. قبل ذلك ما كنا نعرف إلاّ القديسين وأعيادهم. من تكون لنعيد لك في يوم مولدك من إمرأة؟
قبل ان تتحقق بالمعمودية تكون من البشرة. وجودك الكبير لا يأتيك منها. البشرة وعد كل شيء من النعمة النازلة عليك من فوق.
في الايمان المسيحي انت ابن الله في الخلق. الفداء يعلن بنوتك. المسيحية تصر على اعلان الله أباً لأنها ترى اننا مولودون من الروح القدس اي من الله. واذا قلنا إنك ابن الله فانما نعني أنك من جنسه. هذا لا يعرف معناه الحقيقي إلا الله. ولكن في الذوق الروحي نعرف اننا من جنس الله. هذا طبعاً لا نفهمه الا بالحب إذا سكبه علينا.
جريدة النهار
4 تموز 2015