على صورة الله ومثاله – المطران افرام (كيرياكوس)

mjoa Monday July 6, 2015 88

على صورة الله ومثاله – المطران افرام (كيرياكوس)
 
الإنسانُ مخلوقٌ على “صورةِ اللهِ ومثالِهِ”. “فخلقَ اللهُ الإنسانَ على صورتِهِ. وقالَ اللهُ لنصنَعِ الإنسانَ على صورتِنَا كمثالِنَا… ذكرًا وأُنْثَى خَلَقَهُم…” (تكوين 1: 26-27).
الإنسانُ منفصِلٌ عن اللهِ الكائِنِ الإلهيِّ لا معنى لوجوده، لأنَّ العنصرَ الإلهيَّ هو الَّذي يؤسِّسُ إنسانيَّتَنَا. أنا لا أفهم بدون علاقتي مع الله. الإنسان بدون الله يسقُطُ إلى ما دون إنسانيَّتِه. الإنسانُ، إذًا، كائِنُ شركةٍ(être de communion). هنا الرِّباط بين الإنسانيَّة والألوهيَّة. إذا سُئِلَ من هو الله؟. أجاب ومن هو الإنسان؟ (أجاب صوفروني).

holy-napkin-icon-jesus-true-face1النَّتيجة، إن أَرَدْنَا أن نكون إنسانًا، علينا أن نكون بعلاقة مع الله. بدون الله لا نفهم حتَّى أنفسنا. إذا، كنَّا بعلاقة مع الله أصبحنا، أيضًا، بعلاقة مع الإنسان قريبنا. لماذا؟. لأنَّ اللهَ ثالوثٌ، إذًا الصُّورة فينا هي أيقونة ثالوثِيَّة. إلهُنَا إلهُ محبَّةٍ مُتَبَادَلَة: آب وابن وروح قدس. لذلك، يُصَلِّي الرَّبُّ يسوع قائلًا: “ليكونوا واحِدًا كما أنَّنا نحن واحِدٌ” (يوحنَّا 17: 22)، هذا ما يُعْرَفُ بروح الشَّرِكَةِ الثَّالوثِيَّة.

“كلُّ ما هو لي هو لكَ وكلُّ ما هو لكَ هو لي” (يوحنَّا 17:10). إنْ كانَ الـكـائِـنُ الإلهيُّ كائِنُ علاقَة  (Être relationnel)، كـائِـنُ شـــركــة (koinonia)  (être de communion). فإنَّ الكائنَ الإنسانيَّ هو أيضًا كائِنُ علاقَة، كائِنُ شركة.

إنْ كنتُ إنسانًا مسيحيًّا أرثوذكسيًّا، أؤمنُ بإلهٍ ثالوثيٍّ، فأنا بحاجة إليك لكي أكون أنا موجودًا.

قـال الـفـيـلــسوف ريــنــه ديكارت:(Renè Descartes) cogito ergo sum – je pense donc je suis ، أنا أفكِّر إذًا أنا موجود.

أمَّا الأب الرُّومانِيُّ ديمتري ستانيلواي فيقول: “أنا محبوبٌ إذًا أنا موجود” (Amor ergo sum). أنا أحبُّ إذًا أنا موجود (Amor ergo sum – J’aime donc je suis).

هناكَ فَرْقٌ بينَ الشَّخصِ (person) والفَرْدِ (individuatomom). في اللُّغةِ الأصليَّةِ اليونانيَّةِ كلمةُ شخصٍ (prosopon) تعني، في الوقت نفسه، الإنسان (personne) والوجه (visage).

والفرق كبير بين الفرد (atomon)، المفصُول عن الآخَر، والشَّخص (prosopon)، الَّذي كما قُلْنَا هو كائنُ شركة، في علاقة مع الآخَر.

أخيرًا وليس آخِرًا، نورِدُ قصَّةَ القدِّيس مكاريوس المصريّ الَّذي سألَ مرَّةً كاهنًا وثنيًّا (جمجمته) كيف يحيا في عذابات الجحيم، فأجابَ الكاهنُ، بعد أن تحرَّكَتْ جمجمتُهُ، “هنا لا نرى بعضنا وجهًا لوجهٍ لكننا نديرُ ظهرَنا بعضنا لبعض. لكن، عندما تُصَلُّونَ من أجلِنَا نستطيعُ أن نرى قليلًا وجهَ الآخَر”.

نشرة الكرمة

05 تموز 2015

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share