أحــــد الــنـــســبـة – اغناطيوس الانطاكي
كلمة الراعي:
اغناطيوس الانطاكي
في العشرين من هذا الشهر عيّدت الكنيسة المقدسة للقديس الشهيد في رؤساء الكهنة اغناطيوس المتوشح بالله وهو شفيع امام أحبارنا ورئيس رعاتنا غبطة البطريرك اغناطيوس الرابع بطريرك انطاكية وسائر المشرق الكلي الطهر والجزيل الاحترام، أدامه الله على رأس كرسينا الانطاكي الرسولي المقدس الى أعوام عديدة في خدمته المتفانية للخراف الناطقة التي دُعي عليها اسم الحمل القدوس، الرب يسوع المسيح الهنا وسيدنا وفادي البشر، الذي نزمع ان نستقبله غداً طفلاً جديداً وهو الاله الذي قبل الدهور.
القديس اغناطيوس الانطاكي سيق من انطاكية الى رومة عاصمة الامبراطورية عبر مناطق آسيا الصغرى (تركيا اليوم) حيث كانت الكنائس مزدهرة. وقد شعر قديسنا ان ثمة جهوداً كانت تُبذل لدى السلطات لكي يُنقذ من الموت الحتمي الذي كان ينتظره، فلم يكن منه الاّ وانه رفض خلاصاً لحياته الأرضية الوقتية طالباً بإلحاح ان يترك في سعيه ان يُطحن بين أنياب الأسود لكي يؤهَّل ان يتحول الى دقيق صالح فيصبح خبزاً لذيذاً يتقبله الله- فكان همّ قديسنا ان يُقبل جسده المسحوق مع الجسد الالهي المعلّق على الصليب، وان يمتزج دمه المسفوك مع الدم الذكي المهراق من أجل البشر لتثبيت العهد الجديد في المسيح يسوع الفادي الالهي وهكذا ألحّ اغناطيوس المتوشح بالله ان يدخل سر الفداء الالهي عبر حجاب هيكل انشقّ نهائياً لكي يهدم الحواجز بين الاله القدوس والذين افتداهم بنعمته ودعاهم الى ملكوت محبته.
ففضّل اذاً قديسنا الحياة التي يملك فيها مع سيده الناهض من بين الأموات على حياة وقتية محدودة بموت حتمي.
– ألحّ على أحباء له كانوا يسعون ان يحتفظوا له بحياة بشرية كان يرعاهم خلالها، لكي يتركوه ينطلق الى الراعي الالهي الذي يرعاه وايّاهم بعينه الساهرة التي لا تنام.
– ألحّ على الأحباء طالباً منهم الاّ يصبحوا حاجزاً بينه وبين نعمة ربه الذي يَعِد الذين يجاهدون حسناً باكليل المجد الذي لا يذبل وكأنه يقول لهم: “لا تحبوني بعاطفتكم بل أحبوني بأدعيتكم التي أطلبها من أجلي لكي لا أُحرم من “ان أرى ما لم تره عين وان أسمع ما لم تسمعه أذن وان أتمتع بما لا يخطر على بال بشر، وهو ما أعده للذين يحبونه”.
صلّوا من أجلي لكي أدخل سر فداء ربي ولكي اكون أهلاً ان أشترك بذبيحته فأعبر فيها الى أنوار القيامة مع السيد غالب موتي بموته والشافي آلامي بآلامه. فأنا واثق أنني اذا متّ فيه فأنا احيا معه الى الأبد، فصلّوا بحرارة من أجلي أيها الأحباء لكي تقبل ذبيحتي مع ذبيحة ربي والهي فيتّحد جسدي المتحول الى خبز لذيذ بخبز التقدمة المتحوّل الى جسده الالهي ويختلط دمي بالخمر المتحولة الى دمه الالهي”.
هذا هو شهيدنا – القديس اغناطيوس الانطاكي- والذي بعيده في العشرين من هذا الشهر دخلنا الى تقدمة عيد ميلاد ربنا يسوع المسيح الذي فيه نلتمس منذ الآن رؤية قبر يشابه بشكله مغارة الولادة حيث سيوضع جسد الهي فكسور على صليب، طعن جنبه بحربة فخرج منه الدم والماء على رجاء قيامة ينتصر فيها المصلوب التارك أكفانه في القبر لكي يخرج ويظهر للعالم وكما سنصرخ وقتاً ما أمام الصليب والقبر: نسجد لآلامك أيها المسيح فأرنا قيامتك المجيدة نصرخ الآن امام المغارة: نسجد لميلادك أيها المسيح فأرنا ظهورك الالهي. آمين.
مطران عكار وتوابعها
+بولس
نشرة البشارة
العدد 52 – في 24/12/1995