الأحد الثالث بعد العنصرة وتذكار وضع ثوب والدة الإله الفائقة القداسة
كلمة الراعي:
“ ها أنا مرسلكم كخراف بين ذئاب فكونوا حكماء كالحيات وودعاء كالحمام “
لقد عيّدت الكنيسة المقدسة في التاسع والعشرين من شهر حزيران لتذكار هامتي الرسل القديسين بطرس وبولس وهما مؤسسا كرسينا الانطاكي المقدس ولذا تبدو أيقونتهما على ختم بطريركيتنا الرسمي وكما اننا عيّدنا في اليوم التالي أي في الثلاثين منه لتذكار شامل للرسل أجمعين.
واذا ما توقفنا قليلاً على كلام الرب يسوع نلاحظ انه “هو” الذي يُرسِل- فالرسول لا يُرسِل نفسه، ان هناك من يرسله والمُرسِل هو الذي، كما يقول الرسول بولس، يَفرُزُ المُرسَل من الساعة التي يتكوّن فيها كجنين في بطن أمه ويدعوه للكرازة- طبعاً يحترم المُرسِلُ المُرسَل ولذا يترك له حريته التامة لكي يقبل الدعوة أو لا يقبلها، فطوبى للذي يقول نعم للرب الهه ليدخل المغارة الكبيرة التي يدعوه اليها.
ان الرب لا يخفي الحقائق، يؤكد ان ثمة شدائد وأتعاب كثيرة تنتظر المُرسَل أولها ضعفه البشري الكبير ولكنه يعده بنعمته التي تقوى فيه وتغلب ضعفه.
ثانياً: يواجه المُرسَل بضعفه شرور هذا العالم ومكايد البشر- هناك كثيرون لا يرتاحون الى كلمة الله لأنها تغيّر حساباتهم البشرية الواهية ولهذا يزمجرون ويحاولون ان يقاوموا البشارة عن جهل لأنهم لم يعرفوا من هو الذي تجسّد من أجلهم ومات عنهم وقام في اليوم الثالث وثبّت ملكوته على أرضنا هذه- وكما اضطهده الناس عندما افتقدهم بتحنن الهي لا يوصف سوف يضطهدون من يُرسِلَهم اليهم لكي يحملوا لهم الخلاص ولذا سيتصرفون كذئاب تجاه الذين يأتون اليهم كحملان كونهم خُتِنوا بدم الحمل القدوس الذي أكد لرسله “انها تأتي ساعة يظن فيها من يقتلهم انه يقدّم عبادة لله” ولكنه بالوقت نفسه أكّد لهم الغلبة والانتصار قائلاً “ثقوا فقد غلبت العالم”.
عيد الرسل الأطهار عيد نتذكر فيه الجهادات والأتعاب والأصوام والأسهار التي لا تزال منذ ألفي سنة ترافق من يُدعى فيُرسل بنعمة الله وهو منتصر في ذاك الذي أحبّنا حتى الموت موت الصليب.
قوّى الرب كل من يجاهد ويتعب وكلكم رسل اذا شئتم تلبية نداء الرب ولم تصمّوا آذانكم أمام نعمته.
مطران عكار وتوابعها
+بولس
نشرة البشارة
العدد 27 – في 2/7/1995