الأحد الثالث والعشرون بعد العنصرة – أسرة المدارس الارثوذكسية
كلمة الراعي:
أسرة المدارس الارثوذكسية
لقد ورد في بيان المجمع الانطاكي المقدس المنعقد في دير البلمند بين السادس عشر والثاني والعشرين من تشرين الأول الماضي انه تقرر احداث أمانة سر دائمة لأسرة المدارس الأرثوذكسية مع التأكيد على تعميم التعليم الديني في مدارسنا.
هذا يعني ان غبطة البطريرك اغناطيوس الرابع الكلي الطهر والجزيل الاحترام مع السادة الأجلاء أعضاء المجمع الانطاكي المقدس قد تطرقوا الى مرفق من مرافق شهادة الكنيسة المقدسة في عالمنا الحاضر ألا وهو مرفق التربية والتعليم فتأسست أسرة المدارس الأرثوذكسية التي تضم تسع عشرة مدرسة بعضها أو بالحري معظمها ذات طابع أكاديمي يهدف الى الوصول بالتلامذة الى الشهادة الثانوية (البكالوريا) بفروعها الثلاثة: فلسفة ورياضيات وعلوم اختبارية مروراً بالشهادة المتوسطة والبعض الآخر ذات طابع مهني أو تقني في مراحله الثلاث: كفاءة وبكاالوريا وامتياز فني وببركة صاحب الغبطة وأدعية أصحاب السيادة أعضاء المجمع الانطاكي المقدس تألفت هيئة عامة تضم مدراء المدارس الأرثوذكسية وتجتمع مرتين في السنة على الأقل الأولى مبدئياً قبل الشروع في العام الدراسي لتحضير المناهج وخطط العمل والثانية بعد انتهاء السنة الدراسية لتقييم العمل أثناءها، بالإضافة طبعاً الى الاجتماعات الطارئة المنعقدة لمواجهة أوضاع عامة جديدة أو قضايا مفاجئة ينبغي التطرق اليها كما تألفت هيئة مكتب للأسرة يجتمع باستمرار لبحث جميع الأمور التي تساعد المدارس في السير الى الأمام والتقدم ونجاح التلامذة وانطلاقهم الى آفاق الدراسات الجامعية وما بعدها.
وقد وضع قانون داخلي عُرض على صاحب الغبطة والسادة الأجلاء وبعد التعديلات التي أُدخلت عليه على ضوء الملاحظات القيّمة التي قدمها غبطته والسادة الاخوة أُقرَّ وأصبح نافذاً.
ومن أجل متابعة كل الأمور، وقد لاحظ المجمع المقدس ان بعض القضايا تتسارع ومن الضرورة الانتباه اليها والتخطيط لها فكان قرار المجمع المقدس باتخاذ قرار احداث الأمانة العامة لأسرة المدارس الأرثوذكسية.
ولا يخطر على بال أحد ان هذه الأسرة تشكلت لكي توازي مثيلات لها، انما تشكلت لأنها ضرورة ماسّة تساعد الكنيسة المقدسة وأبناءها ان يؤدوا شهادة حياة لإيمانهم.
اننا نشكر الله ان أبناءنا المتخصصين في التربية وتعليم كافة مواد الدراسة المنهجية موجودون في بلدنا ويُستشارون من كافة المقامات، وتلامذتنا الذين هم من كل الأديان والطوائف لا ينقصهم النبوغ والفهم لكي يحصلوا كما حدث بنعمة الله، على مراكز متقدمة في الامتحانات الرسمية وأكدوا هكذا مقدار تعبهم وتعب مربييهم وتضحيات أهلهم الجسيمة.
فغاية احداث أسرة المدارس الأرثوذكسية لم تكن يوماً ما لبهر العيون بل لشهادة علمية تشعر الكنيسة المقدسة انها مدعوة ان تؤديها.
ولذا تسعى الأسرة ليس فقط لحل المشاكل المادية التي تحدث يومياً بل لمساعدة التلاميذ ان يصلوا الى تحصيل كريم متين في علمهم، عميق في نظرتهم الانسانية وواسع في تطلعاتهم.
وتضع الأسرة أمام أعينها محاولة توسيع آفاق العمل المدرسي ولذا تسعى بالاشتراك مع كل الهيئات المماثلة وبرعاية وزارة التربية الوطنية والرياضة والشباب ان تلتقي مع الهيئات المتعددة الموجودة على الساحة اللبنانية لكي يُبنى توجيه موحد يستند على جذور أصالة هذا البلد وهذا ما تأمل الأسرة ان يتحقق.
والهدف من انشاء مدرسة هو انسان يأخذ تربية شاملة تكون علاقته مع الله أساساً لها، أفلا يُفهم هكذا اصرار المجمع المقدس برئاسة غبطته ان يكون التعليم شاملاً لكي يبني الانسان عليه والتعليم الديني الموجود في قرار المجمع المقدس لا نستطيع ان نفهمه الاَّ كتأكيد لإنسان يتعلم ولكنه يعرف جيداً انه ماذا ينفع الانسان لو ربح العالم كله وان العلم دون المحبة ينفخ صاحبه.
مطران عكار وتوابعها
+بولس
نشرة البشارة
العدد 47 – في 19/11/1995