الأحد الخامس والعشرون بعد العنصرة – دور المرأة والفتاة في الكنيسة
كلمة الراعي:
دور المرأة والفتاة في الكنيسة
ليس ذكر ولا أنثى لأنكم جميعاً واحدٌ في المسيح يسوع (غلاطية 28:3).
أيها الاحباء كثيراً ما نخطىء في تفكيرنا عندما نهمل أخواتنا في الايمان ونعتبرهن كأنهن على هامش الكنيسة المقدسة.
وكثيراً ما وبردّ فعل عفوي على ذلك تحاول المرأة أو الفتاة أن تظهر نفسها “أختاً للرجال” وتطالب بدور يجب ان تقتحمه فتجد وبخيبة أمل كبيرة انها لم تتمكن ان تحقق ما كانت تصبو اليه.
تأتي كلمة الله الحية لكي تعطينا رؤية لدور المرأة هي وحدها تستحق ان نتوقف ونتأمل بها.
فابتداءً من الخلق حيث وجد الله انه “ليس حسناً ان يكون الانسان أي الرجل وحده على الأرض” فعزم “ان يخلق له معيناً على شبهه” فكانت المرأة التي تعرّف اليها الرجل قائلاً: “هذه عظم من عظامي ولحم من لحمي” مؤكداً الشركة الكلية التي تربطه بها في الله خالقهما كليهما.
ولذا ومع المحافظة على كيانها وطبيعتها اللذين يختلفان عن كيان وطبيعة الرجل اذ أنهما مدعوام ليس ان يكونا متطابقين بل متكاملين لكي يحققا تصميم الله في خلقهما.
وينتج عن ذلك ان المرأة مدعوة ان تقدّس رجلها وأبناءها وكم من امرأة دفعت شريك حياتها وأبناءها الى القداسة.
يُروى في حياة القديس يعقوب الفارسي المقطع الذي عيّدت له الكنيسة المقدسة في السابع والعشرين من شهر تشرين الثاني انه بعد ان أُلقي القبض عليه من قِبل الوثنيين مرّ في تجربة ايمانية صعبة اذ انه ضعف أمام العذابات التي كان مزمعاً ان يواجهها فأخذ يتردد في اعلان ايمانه خوفاً من الموت- وكان لقديسنا أم وزوجة كان هو معيلهما الوحيد وبالتالي كان من “مصلحتهما” ان يبقى على قيد الحياة، فلم تدعنا الى عاطفتهما الطبيعية بل أرسلتا كتاباً له الى سجنه تقولان فيه: أنت أعز ما لدينا على هذه الأرض وبدونك سوف نكون في حاجة وعوز ولكنك ان كنت تحبنا حقيقة فلا تتردد، أتركنا في رعاية الله واثبت في ايمانك- هذه الكلمات النسائية شددت القديس فثبت بنعمة الله في ايمانه ومات مقطّع الأوصال والأعضاء ونال اكليل الاستشهاد مدفوعاً الى ذلك من امرأتين ضعيفتين.
فالكنيسة الأرثوذكسية المقدسة لم ولن تواجه يوماً ما موضوع كهنوت النساء ليس انتقاصاً منها لدور المرأة الفعّال لكن لأن للمرأة دور قداسة وتقديس، دور فداء وتضحية، دور خدمة تتفانى فيها وهكذا تسند بمحبتها وايمانها وتعبها جهد أولئك الرجال الذين يُدعون بدون استحقاق منهم الى خدمة المذبح المقدس حيث الكاهن الوحيد ربّنا يسوع المسيح يقدم نفسه ذبيحة تسبيح.
أيها الأحباء، نتذكر باستمرار قديسات وصلن بالشهادة الى بذل أنفسهن من أجل الختن الالهي، نتذكر من وَقِفْن أمام فلاسفة هذا الدهر فانتصرن عليهم بقوة الرب يسوع المسيح.
ففي المسيح يسوع تسابق من أجل القداسة ومن يظفر من ذكر وامرأة فالمسيح يعطيه اكليل المجد الذي لا يذبل أبداً- فليؤهلنا الرب له. آمين.
مطران عكار وتوابعها
+بولس
نشرة البشارة
العدد 49 – في 3/12/1995