الأحد الرابع والعشرون بعد العنصرة – كنت مريضاًً فزرتموني

mjoa Friday July 10, 2015 155

الأحد الرابع والعشرون بعد العنصرة – كنت مريضاًً فزرتموني

كلمة الراعي:
كنت مريضاًً فزرتموني
أيها الأحباء جداً بالرب من كهنة وشمامسة وأبناء هذه المنطقة التي أدعو الى الرب ان يحفظكم جميعاً بنعمته الالهية.
تذكرت الكلمة الالهية بنوع خاص في اختباري للمرض في الأيام الماضية وها انني بموقف شكر جزيل أولاً لله، طبيب النفوس والأجساد الذي منّ عليّ بالشفاء، فهو الذي بكلمته الالهية يشفي أسقام البشر وينهضنا من أسرّة أوجاعنا، هو خالق الحياة فينا، ينحني فوق أجسادنا وهي مدعوة ان تكون هياكل الله الحي، فيشفيها بقدرته التي تفوق كل تصور ويترأف على نفوسنا فيمنحها قوة وتعزية.

ولكنه اذ تجسد من أجلنا من العذراء الكلية القداسة والدائمة البتولية، وَحَّدَ نفسه فينا، واذ به يقدم لنا نفسه “حقاً” في الجائع والعطشان والعريان “والمريض” والمسجون ويعني ذلك ان تجسده الالهي لم يكن صورياً بل فعلياً وبهذا التجسد أراد ان تصبح معاملتنا لبعضنا البعض، أي معاملة الانسان منّا لأخيه الانسان الآخر المخلوق هو أيضاً على صورة الله، ان تصبح هذه المعاملة نافذة عبر الآخر اليه “هو”.
ولذلك لا أستطيع باسمه “هو” الاّ وأن أشكر الجميع من اجل كل شيء، من أجل الأدعية والصلوات والقداديس التي رافقتني بالزاد الالهي فشعرت كيف “ان صلاة الايمان تشفي المريض والرب يقيمه”. ان شركتنا الفعلية تستند الى صلاتنا بعضنا من أجل بعض ولو لم تتمكن الشفاه ان تتحرك. فالصرخة “الصامتة” الى الرب يسوع ابن الله الوحيد ان يرحمنا “فهي قادرة على كل شيء”، من أجل المرافقة والمرافقة المحبة في الأيام الصعبة والتنكر للنفس ولحاجاتها الطبيعية لكي يُؤَمن لي الراحة والنوم، من أجل الاستفقاد مهما كان نوعه والاتصال الهاتفي الصعب لنقل كلمة لطف وتشجيع، من أجل الذين آثروا البقاء للسهر على سير أمور الأبرشية ومؤسساتها المختلفة كي لا “أقلق أبداً” على خدمتي، من أجل أبناء أحباء، كل أبنائي دون استثناء، كل أبناء المنطقة دون تمييز، أشكر شكراً جزيلاً آملاً ان يكون افتقادهم لي أنا الراعي غير المستحق مقبولاً على مذبح الراعي الالهي الذي وحّد نفسه بي وبكم ومنه كل عطية صالحة وموهبة كاملة وان اكون مع ضعفي الكامل ساعدتكم ان تطلوا على وجهه المبارك عبر اطلالكم عليّ أنا عبده غير المستحق.
الى راعي الخراف الأمين أسلّم محبتكم وقلوبكم وعائلاتكم والجميع حولكم لكي يكون الرب مبارك فيّ وفيكم، فنعلّي جميعاً اسمه القدوس المبارك الى أبد الدهور. آمين.
مطران عكار وتوابعها
+بولس

نشرة البشارة
العدد 48 – في 26/11/1995

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share