الأحد قبل الظهور الإلهي – على عتبة عام جديد
كلمة الراعي:
على عتبة عام جديد
أيها الأحباء من آباء أجلاء وشمامسة ورعين وشعب حسن العبادة.
اليوم آخر يوم من العام 1995 وغداً أول يوم من العام 1996 فما عسانا ان نفعل؟
– هل نحن مستعدون ان نتأمل بعطايا الله التي أُغدقت علينا من لدن أبي الأنوار وبالتالي هل نحن مستعدون ان نطلب منه ان يقوينا بنعمته لكي نستأهل ان نتقبل هباته الغنية بقلوب نقية ومتواضعة؟
– هل نحن مستعدون ان نتذكر ضعفاتنا وسقطاتنا وبنوع خاص مخالفاتنا للمحبة -الوصية العظمى- محبة الله التي لا يمكن ان تصمد الاّ اذا تجسدت مع ابن الله الوحيد المتجسد من أجلنا لكي يأتي من علياء سمائه متنازلاً نحو حقارتنا لكي يصير شبيهاً بإخوته -أي بنا جميعاً- في كل شيء، ما عدا الخطيئة، هل نحن مستعدون ان نتذكر الجراح التي سببناها لإخوتنا اذ تجاهلناهم عمداً أو كرهاً؟ هل نستطيع بالتالي، عوض ان نيأس من ضعفاتنا، ان نتكل على الله ونقرع صدورنا راجين منه ان يمنحنا قوة النهوض لكي نودع أنفسنا وبعضنا بعضاً في عناية المسيح الاله؟
واذا ما انتقلنا الى استقبال سنتنا القادمة كيف عسانا ان نستقبلها؟
– هل سنسهر سهرة حتى الصباح تمنعنا من ان نصلي في أول يوم من سنة جديدة كي نستمطر بركة الرب عليها أو ستكون هذه الصلاة أمراً أساسياً لا نقبل ان نتخلى عنه لكي نقف هكذا أمام الرب ونقول له: “أيها الاله القدوس، اذ نحن واقفون على عتبة عام جديد، نقدم لك السنة الجديدة ونطلب منك ان تباركها”.
اننا نودع كل حياتنا بين يديك أيها الرب الخالق الذي أنت وحدك تستطيع ان تجعل سنتنا الجديدة، جديدة حقاً اذ أنك لم تشأ ان تجعل تاريخاً موازياً لتاريخنا لتدخله بل شئت برحمتك العظيمة ان تدخل تاريخنا وان تسكن “أرضنا” لأنك أنت الذي تجعل كل شيء جديداً -فاجعل يا رب ان تكون سنتنا حقاً جديدة بك أنت يا خالق السنوات !
يا رب ندخل زمناًَ جديداً وكل جديد يحدث الخوف لأنه “المجهول” -اننا لا نريد ان ندخل “هذا المجهول” دونك، لا نريد ان نكشفه دونك، لأنه بك نثق وهكذا لا نخاف ولن نخاف أبداً لأنك معنا- فبارك يا رب كل أيام هذه السنة يامن هو المبارك كل الأيام والى أبد الدهور.
يا رب قوِّ ضعفنا -نعرف ان تجارب كثيرة تنتظرنا، فكن معنا لأنه حيث تكثر التجربة تكثر النعمة أيضاً، فلا تحرمنا من نعمتك التي تمنحنا قوة المحبة لك تتجسد في محبتنا لكل البشر.
نعرف يا رب ان محبتك صليب نحمله لكننا نثق أنها قيامة أيضاً -فأعطنا يا رب ونحن على عتبة السنة الجديدة ان نحمل صليب الآخرين فتتكلل سنتنا بإكليل المجد الذي لا يذبل أبداً. يا سيد الأزمنة والأوقات بارك عائلاتنا أبعد عنها كل شر وضرر وانقسام.
يا ربنا بين يديك نستودع سنتنا الجديدة، فإنك المبارك الى أبد الدهور. آمين.
مطران عكار وتوابعها
+بولس
نشرة البشارة
العدد 53 – في 31/12/1995