عيدُ السَّيِّدَة – المطران افرام (كيرياكوس)
كلمة مريم تعني السَّيِّدَة.
عيد السيّدة 15 آب هو عيد مريم، عيد كلّ واحدٍ يحبُّها ويريد أن يتشبَّهَ بها، أعني بفضائلها. كانت مريم إنسانًا بتولًا، صورةً عن كلِّ نفسٍ تُمسِكُ عن كلِّ شيءٍ لا يَخُصُّ الله، إنسانٌ مُتَجَرِّدٌ عن الدُّنيويَّات العابِرَات الفاسِدَات. هذا هو معنى البَتُولِيَّة. مريم السَّيِّدَة تقودُنَا إلى السَّيِّد. هي مشروع قداسة لكلّ إنسان يريد أن يَلِدَ المسيح في العالم.
* * *
مريمُ هي أيضًا عاشِقَة كلمة الله، عاشِقَة الحبّ الإلهيّ، تُدْخِلُنَا إلى السِّرّ الإلهيّ. السِّرُّ mystery أي فيه عملٌ للنِّعمةِ الإلهيَّة في الإنسان.
كانَتْ تَسمعُ كلامَ اللهِ جالسِةً على قدمَي يسوع (لوقا 10: 39). نذكُرُ هنا أنَّ سماعها لكلمة الله يُفيدُ الطَّاعة لهذه الكلمة. في اللُّغة اليونانيَّة أسمع هو ακούω وأُطيع هو υπακούω. مريم إذاً تفيد المعنى “سَمْعًا وطَاعَةً”، ما تسمعُهُ تُطيعُه.
أمّا مرتا يقول لها السَّيِّد “مرتا مرتا أنتِ تهتمِّينَ وتضطربين لأجل أمور كثيرة ولكن الحاجة إلى واحِد فاختارَت مريم النَّصيب الصَّالِح الَّذي لا يُنْزَعُ منها” (لوقا 10: 41-42). وفي موضِع البشارة يقول لوقا البشير عن مريم “وكانَت أمّه تَحْفَظُ جميع الأمور في قلبها” (لوقا 2: 51)، وفـي مـوضِـع آخَـر عـنـد الـولادة “وأمَّا مريم فكانت تَحْفَظُ جميع هذا الكلام مُتَفَكِّرَةً به في قلبها” (لوقا 2: 19). وهي ما كانت تحبُّ الكلام: يصمُتُ اللِّسان ويتحرَّك القلب.
* * *
دَعُونَا أخيرًا في هذا العيد نُصَلِّي من أجلِهَا:
أيَّتها السَّيِّدة القدِّيسة أمّ إلهنا الطَّاهِرَة، يا من وَلَدَتْ خالِقَ كلّ البرايا ولادةً لا تُوصَف، تَضَرَّعِي إلى صلاحِه دائمًا مع القدِّيسين الأَطْهَار أن يُنْقِذَنَا من الحروبِ والأهواءِ والآلامِ ويمنحَنَا الشِّفاء والسَّلام مع غفران الخطايا.
وأيضًا إنَّنا لدى وقوفنا في هيكل كنيسة مجدِكِ نحسَبُ أنَّنا في السَّماء واقفون. فيا والدةَ الإله الباب السَّماويّ اِفْتَحِي لنا باب رحمتِكِ.
تَعِدُنَا العذراءُ مريم والدة الإله أنَّها تُنْقِذُنَا من الأَزَمَاتِ الكُبْرَى والحروبِ الأهليَّةِ بمناسبة أعيادها السَّيِّديَّة الرَّئيسيَّة. فَلْنُصَلِّ إليها بحرارة لكي تتشَّفَعَ إلى الرَّبّ الإله لكي يخلِّصَ العالم.
نشرة الكرمة
16 آب 2015