العقيدة السليمة سلوك طاهر – المطران جورج (خضر)

mjoa Thursday October 8, 2015 109

العقيدة السليمة سلوك طاهر – المطران جورج (خضر)

في هذا الأحد نقيم ذكرى لآبائنا القديسين الذين عقدوا المجمع المسكونيّ السابع. المجامع المسكونية عُقدت لتوضيح الإيمان بين القرن الرابع والقرن الثامن.

لماذا تؤكد الكنيسة على تعييدنا لهؤلاء الذين التمعوا في تحديد الإيمان؟ لأننا نجيء منهم، لأن كل ما لنا من صحة العقيدة، من سلامة الإيمان يجيء من هؤلاء الذين قضوا حياتهم يدرسون الإنجيل ويوضحونه لنا.

abaa ما نؤكده اليوم هو أن هناك أُناسا وَلدونا في المسيح يسوع. نحن نجيء من خط كبير، مِن سِلْك ذهبيّ عظيم سِـرْنا عليه. والأهم من ذلك أننا نُسمّيهم آباء «قديسين». السرّ في الكنيسة هو أن من عاش بموجب الإنجيل، بحق الإنجيل، قادر على عقيدة سليمة، قادر أن يحفظ أرثوذكسية الإيمان. وأما من عاش سيرة ملطّخة مدنّسة فليس قادرا أن يحافظ على استقامة العقيدة لأن الأوساخ التي تدخل إلينا تلطّخ الإيمان وتُسوّد العقل. الانسان اذا انحرف لا بد له أن يبرّر انحرافاته. لا يقدر الانسان أن يعيش طويلا وبين إيمانه وسلوكه تناقض. لا بد له أن يطهّر سلوكه أو أن يرمي إيمانه جانبًا. الا إيمان الصحيح متلازم والسلوك الصحيح كما أن السلوك الدنِس متلازم والعقيدة المخطئة.

إليكم مثالا على ذلك: اذا آمن الانسان بالثالوث القدوس ايمانا جيدا سليما، فهو يؤمن بأن الآب والابن والروح القدس واحد وفي جوهر واحد. كيف يعبّر عن إيمانه هذا على صعيد التعامل بين الناس؟ اذا كان الآب والابن والروح القدس واحدا، فالبشرية ايضا واحدة، وهذا وذاك من الناس واحد. فمَن يستبدّ بالناس ويسيطر عليهم ويُعذّبهم ويسلب ممتلكاتهم لا يؤمن بأن البشر واحد، وبالتالي لا يؤمن بأن الله واحد.

العقيدة الصالحة تنعكس في سلوك صحيح. فالإنسان المستبدّ في عائلته أو في عمله أو في المجتمع لا يؤمن حقا بالثالوث القدوس.

اليكم مثالا آخر: قال لي أحدهم مرة: «أنا لم أَزْنِ في حياتي لأني لو فعلتُ لأسأتُ الى الكنيسة». سألته: كيف ذلك؟ قال: «ما دامت الكنيسة عروسا للمسيح، فعلاقتنا بالمسيح طاهرة، وعلاقتي أنا بكل امرأة طاهرة». هذا الرجل أَدرك بعمق إيمانه أنه اذا انحرف في سلوكه فقد انكسر شيء في الكنيسة.

علينا اذًا أن نحافظ على طهارة سلوكنا إن أردنا أن يكون إيماننا مستقيما وان يبقى مستقيما. ومن جهة اخرى علينا أن نحافظ على سلامة عقيدتنا إن أردنا ان تنعكس العقيدة في طهارة السلوك. أنا واثق كليا أن مَن كان منحرف العقيدة لا يمكن ان يكون سلوكُه طاهرا بالكلية، فهو يسيء بشكل أو بآخر، ظاهرا أو خفيّا، ويكون سلوكه ملطخا بالكذب، بالاستبداد…

من وصل إلى قداسة الحياة لا بد له أن يصل إلى سلامة الإيمان. الأمران متلازمان.

جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان)

نشرة رعيتي

11 تشرين الأول 2015

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share