كلمة الأمين العام الأخ رينيه أنطون في افتتاح المؤتمر السادس والأربعون – 2015

يومَ لفتنا الله، معاً، في حركة حبّ نحونا، الى جسده المعلّق فداءً على الصليب، مُهرت أجسادنا بجرح الكنيسة. وحين بهرتنا، سويّة، خارطة الوفاء لهذا الجسد التي خطّها الروح ، يوماً، في وجه المؤسّسين انسلّ الجرح الى عظامنا لينقُش فيها إيقونة النهوض ويبني في أعماقنا ما ولدنا إخوةً في ذاك الذي سطّر أمامنا “الحبَّ دماً”. ما يهمُسه في قلوبنا احتضانُكم لنا اليوم أنّ هذه الأخوّة، أياً كان موقع كلّ منّا، تبقى أسمى مواقع خدمة يسوع وأحلاها. وفي وجهكم بيننا، أخاً وأباً وقائداً معلّماً في المسيح، يتجلّى لنا سرّها، السرّ الذي يغرّب النفوس عن البرودة التي تنسلّ اليها في حَضرة الرؤساء ويريُحها، كما نرتاح نحن الآن، في دفء المحبّة والوفاء، وعلى هذا لا نملك إلا أن نشكر الله.
صاحب الغبطة،
ونحن نعوم في هذا الدفء يغمرنا الفرح لما كافئ به الله، مرّة أخرى، اخلاص الشباب المنحني له في زوايا الكنائس والمتحرّك في رحابها خدمةً للكلمة. ذلك عبر ما أثمرت عنه اجتماعات المجمع المقدّس هذا العام من انتخاب سيادة المتروبوليت الحبيب سلوان (أونر) راعياً للجزر البريطانية وتوابعها والأب الحبيب يونان (الصوري) راعياً لزحلة وتوابعها. هي خطوة، تأتي بعد خطوات، كأنّي شاء الله بها أن يعلن أن ما فاح من عطر الانجيل في رحاب انطاكية حين صَغت الى روحه ذلك الوقت أفرح السماء، أفرحها حتّى قّررت أن لا يحكم الكنيسة المجاهدة، بعد اليوم، غير سفرائها وإن حملوا الكنز في “أوان خزفية”.
يا صاحب الغبطة
نعلم أن ما من شأن يفرح الله بكنيسته ويقوّي رجاء الشعب فيها إلا وانتصب في ضميركم همّاً، وأولوية. ونعلم، تمام العلم، كم يواجهُكم في سعيكم، وكلّ المخلصين لقضيّة الربّ، الى جعل هذه الهموم واقعاً معاشاً، وكمّ يحتاج حُكم الكنيسة بالاستقامة والحبّ من تعب ورويّة وحكمة وتدبير. غير أن هذا لا يمنع أن نرفع اليكم، رجاءنا بأن يصبّ هذا الجهد، هذه الحيويّة الكنسية الأنطاكية التي انطلقت مع انطلاق عهدكم، في خدمة توق كلّ المخلصين للاقتراب من كنيسة يشتاقون اليها في كلّ محلة ورعية، كنيسة الانجيل.
نعم سيّدي، كنيسة الانجيل، الراعية الحاضنة الحاضرة في ضمير كلّ فقير وبسيط وشخص وبيت وعائلة. التي تفيض ثقةً بأبنائها، عموماً، وشبابها خصوصها، راجيةً حرّيتهم ومشاركتهم المواهبيةً في رحابها، لا منّة من رعاتها عليهم، بل إيماناً بقدراتهم ومسؤوليتهم فيها ومعها عن كلّ شأن يعني جسد المسيح الواحد. الكنيسة التي تسقي وحدتها بالدم، فلا شرذمة فيها، ولا خروج عن طاعة، ولا ما يجرح من فقر في مكان وُيتخم من غنى وترف في آخر. الكنيسة التي لا تقيم حساباً لغير الربّ في مساءلة كلّ أبنائها ورجالها، كلّهم، عما يجرح فيهم بهاء السيّد وضمير الجماعة. الكنيسة التي ليس فيها من يشيطن العالم الذي حلّ ربّها فيه، والتي تعوم في شهادة وانفتاح مستلهَمين من يديه الحاضنتين للكون على الصليب. الكنيسة التي يعرفها الناس داعية عدل وحرّية انسانية، تلفظ العنف والعنف المضادّ كما الانغلاق والتعصّب والتكفير، هذا المستشري اليوم في بعض بلداننا ورعايانا دون حسيب أو مساءلة أو رقيب.
نعلم سيّدي، ويطنّ في آذاننا قولكم المحقّ بالأمس، أننا لسنا في الملكوت. ونعلم أننا قد نكون أكثر الأبناء ضعفاً، لكننا نبقى، ونأمل أن نرسخ أبداً، كما علّمتنا مسيرتكم، أبناءً للحلم الكنسيّ، هواة توبة ورجاء.
على هذا الرجاء، ورجاء أن يمدّكم ربّنا بكل الصحة والقوّة والأعوام خدمةً لاعلاء شأن انجيله في إنطاكية، نرافقكم أيها السيّد، ونرافق كنيستنا بصلواتنا، طالبين أدعيتكم، بالحاح، وصاغين الى ما توجّهوننا اليه وما يهمّ الكنيسة التي أحببنا من قضايا وشجون اليوم. والسلام.
ونحن نعوم في هذا الدفء يغمرنا الفرح لما كافئ به الله، مرّة أخرى، اخلاص الشباب المنحني له في زوايا الكنائس والمتحرّك في رحابها خدمةً للكلمة. ذلك عبر ما أثمرت عنه اجتماعات المجمع المقدّس هذا العام من انتخاب سيادة المتروبوليت الحبيب سلوان (أونر) راعياً للجزر البريطانية وتوابعها والأب الحبيب يونان (الصوري) راعياً لزحلة وتوابعها. هي خطوة، تأتي بعد خطوات، كأنّي شاء الله بها أن يعلن أن ما فاح من عطر الانجيل في رحاب انطاكية حين صَغت الى روحه ذلك الوقت أفرح السماء، أفرحها حتّى قّررت أن لا يحكم الكنيسة المجاهدة، بعد اليوم، غير سفرائها وإن حملوا الكنز في “أوان خزفية”.
يا صاحب الغبطة
نعلم أن ما من شأن يفرح الله بكنيسته ويقوّي رجاء الشعب فيها إلا وانتصب في ضميركم همّاً، وأولوية. ونعلم، تمام العلم، كم يواجهُكم في سعيكم، وكلّ المخلصين لقضيّة الربّ، الى جعل هذه الهموم واقعاً معاشاً، وكمّ يحتاج حُكم الكنيسة بالاستقامة والحبّ من تعب ورويّة وحكمة وتدبير. غير أن هذا لا يمنع أن نرفع اليكم، رجاءنا بأن يصبّ هذا الجهد، هذه الحيويّة الكنسية الأنطاكية التي انطلقت مع انطلاق عهدكم، في خدمة توق كلّ المخلصين للاقتراب من كنيسة يشتاقون اليها في كلّ محلة ورعية، كنيسة الانجيل.
نعم سيّدي، كنيسة الانجيل، الراعية الحاضنة الحاضرة في ضمير كلّ فقير وبسيط وشخص وبيت وعائلة. التي تفيض ثقةً بأبنائها، عموماً، وشبابها خصوصها، راجيةً حرّيتهم ومشاركتهم المواهبيةً في رحابها، لا منّة من رعاتها عليهم، بل إيماناً بقدراتهم ومسؤوليتهم فيها ومعها عن كلّ شأن يعني جسد المسيح الواحد. الكنيسة التي تسقي وحدتها بالدم، فلا شرذمة فيها، ولا خروج عن طاعة، ولا ما يجرح من فقر في مكان وُيتخم من غنى وترف في آخر. الكنيسة التي لا تقيم حساباً لغير الربّ في مساءلة كلّ أبنائها ورجالها، كلّهم، عما يجرح فيهم بهاء السيّد وضمير الجماعة. الكنيسة التي ليس فيها من يشيطن العالم الذي حلّ ربّها فيه، والتي تعوم في شهادة وانفتاح مستلهَمين من يديه الحاضنتين للكون على الصليب. الكنيسة التي يعرفها الناس داعية عدل وحرّية انسانية، تلفظ العنف والعنف المضادّ كما الانغلاق والتعصّب والتكفير، هذا المستشري اليوم في بعض بلداننا ورعايانا دون حسيب أو مساءلة أو رقيب.
نعلم سيّدي، ويطنّ في آذاننا قولكم المحقّ بالأمس، أننا لسنا في الملكوت. ونعلم أننا قد نكون أكثر الأبناء ضعفاً، لكننا نبقى، ونأمل أن نرسخ أبداً، كما علّمتنا مسيرتكم، أبناءً للحلم الكنسيّ، هواة توبة ورجاء.
على هذا الرجاء، ورجاء أن يمدّكم ربّنا بكل الصحة والقوّة والأعوام خدمةً لاعلاء شأن انجيله في إنطاكية، نرافقكم أيها السيّد، ونرافق كنيستنا بصلواتنا، طالبين أدعيتكم، بالحاح، وصاغين الى ما توجّهوننا اليه وما يهمّ الكنيسة التي أحببنا من قضايا وشجون اليوم. والسلام.