أحــد الأعمى- المطران بولس (بندلي)
هل تؤمن بابن الله؟ من هو يا سيد لأؤمن به
أيها الأحباء:
هذا السؤال الذي طرحه الرب يسوع المسيح على الأعمى الذي شفاه، نحن مدعوون أن نطرحه على أنفسنا وينبغي أن نتذكر أنه السؤال الذي يطرحه الآخرون على أنفسهم!
الجواب عن هذا السؤال ليس بديهياً،
هل تؤمن؟ هذا يعني أن قلقاً سوف يرافق طرح السؤال -العالم ألِفَ أن يُسقط الناس فيه تصوراتهم على الله، ألف البشر أن يتصوروا الهاً على شاكلتهم، من صنع أيديهم، الرب يسوع المسيح الذي هو في حضن الآب (أي جوهر الآب الالهي دون انتقاص)، انه هو الذي يطرح علينا السؤال الحيوي، يطرح علينا سؤالاً يرتبط بجوابنا عنه مصير حياتنا كلها…. انه يسألنا ليس لكي يظهر لنا ضعف ايماننا وايماننا بالواقع ضعيف وضعيف جداً -انما يطرحه علينا لكي يؤكد لنا انه أمامنا واذا شئنا أن يكشف لنا ذاته كمصدر ايمان أوحد وبالوقت نفسه يقوي ايماننا، فيسكب فينا حياته لأننا اذا آمنا به تكون فينا حياة باسمه كما يقول الانجيلي يوحنا في مكان آخر عندما يتكلم عن أشياء كثيرة صنعها يسوع لم تكتب في هذا الكتاب وانما كتبت هذه ليؤمن التلاميذ ونحن من بعدهم بأن يسوع هو ابن الله مؤكداً أنه ستكون لمن يؤمن به حياة باسمه! نلاحظ أنه لا تذكر الحياة الاّ “باسمه” وبدون ذلك لا حياة لنا بل مجرد معتقدات يبعثرها العالم بشراسة لأن العالم يحب خاصته وكما يقول الرب نفسه يضطهدوننا كما اضطهدوا السيد بذاته ولذلك يطلب منا أن نتساءل أمام الله:
هل تؤمن بابن الله الحي أو تفضل أصنام هذا العالم؟
هل تؤمن بمن به وحده نحيا ونتحرك ونوجد؟
هل تؤمن بمن قال أنا الطريق وأنا الحق وأنا الحياة فتجد حياة حقيقية لا ينزعها منك أحد؟
هل نقبل في نهاية المطاف أن يطرح السيد نفسه علينا هذا السؤال فنصغي اليه ولا نصم آذاننا؟
هل نفكر بأن ننقل للآخرين، لمن نلتقي بهم في طريق حياتنا، وبطريقة السيد ذاته هذا السؤال وبالأحرى هل نسهى لتقديمهم له لكي يسمعوا “منه” هل تؤمن بابن الله كما سمعنا هذا الصوت الالهي وبالتالي هل نسعى لتقديمهم له لكي يسمعوا “منه” هل تؤمن بابن الله كما سمعنا نحن هذا الصوت الالهي وبالتالي هل نحن مستعدون أن نتخلى عن أنفسنا لكي لا نقف حاجزاً بين هذا السؤال الالهي والآخرين لأن الخطر الذي يمكنه أن يحدث هنا بأن نُجرّب فعلياً بأن نطلب من الآخرين أن يؤمنوا بنا وليس بابن الله، فهل نحن مستعدون أن نختفي نحن لكي يبرز “هو” وحده؟
هل نحن مستعدون أن نقول للسيد وأن ندفع الآخرين بأن يقولوا له: “من هو يا سيد لكي نؤمن به؟” أي في عالم نعيش فيه ونحن والآخرون معرضون كل يوم أن نلاقي آلهة غريبة عن الاله الحي تلحّ هي علينا بأن نقبلها، هل نحن مستعدون أن نتجاوزها بجرأة وشجاعة لأن نقول للسيد كما قال بطرس: “الى من نذهب يا رب عندك كلمة الحياة!” أي اننا لن نقبل بأن يجيب على تساؤلنا الاّ من وحده يستطيع أن يقول لنا بسلطانه الالهي “أنا ربك والهك الذي افتديتك بدمي الذي أهرقته عنك وعن العالم أجمع على الصليب فلا تقبل بإله غيري، وان طردك الناس من الجماعة فتجدني أنا أمامك منارة لك مرشداً أقدامك في طريق السلام فتسجد لي أنا القدوس وحده وتمجدني مع الآباء والروح فأقودك الى فتح عينيك بعد أن تغسلهما ليس ليس في بركة مادية ولكن في مياه الراحة التي أربّيك عليها. فتصرخ آمين يا رب! أهلني لها”. آمين.
مطران عكار وتوابعها
+بولس
نشرة البشارة
العدد 20 – في 19 أيــّــــار 1996
أحــد الأعمى