الكنيسة الحلم – المطران سابا (اسبر)
أحلم بكنيسة سيّدها يسوع المسيح وحده.
أحلم بكنيسة أعضاؤها يسعون إلى حياة البرّ في كلّ حين.
أحلم بكنيسة شبابها يرى حيوية حياته تتدفّق من حضنها.
أحلم بكنيسة ينعم شيوخها بدفء حضنها في غروب حياتهم. أحلم بكنيسة راسخة في تراثها وحاضرة على الدوام لمواجهة كلّ جديد.
أحلم بكنيسة تفسح المجال للروح القدس كي يفعل فيها.
أحلم بكنيسة لا تخنق الروح القدس تحت مسميّات كثيرة، ولا تنسب إليه ما هو من ضعفها لكي تبرّر انحطاطها.
أحلم بكنيسة آباؤها الروحيّون أطهار بكلّ ما في الكلمة من معنى.
أحلم بكنيسة تطلق شبابها ليحقّقوا نفسهم في المسيح فيها وبإرشادها، وأمقت كنيسة تعلّم أبناءها أنّ سبيلهم إلى الربّ لا يكون إلا بطاعة عمياء، تُفقدهم شخصيّتهم التي خلقهم الله عليها.
أحلم بكنيسة تلاقي العالم بروح الفرح.
أحلم بكنيسة لا تحصر العالم ضمن جدرانها الأربعة، بل تنطلق إلى العالم لتجعله كنيسة.
أحلم بكنيسة لا تدبّر أمورها بحكمة البشر بقدر ما تستلهم الروح في كلّ شيء.
أحلم بكنيسة تترك لسيّدها القرار الأخير، وتسعى جهدها لمعرفة مدى تطابق قراراتها مع رؤياه تعالى.
أحلم بكنيسة تنهض بعد كلّ سقطة.
أحلم بكنيسة تطأ قدماها الأرض ولا تكلّ من التطلّع إلى السماء.
أحلم بكنيسة تخرج من مقياسها البشريّ كلّ يوم في سعي لتكون على قياس ربّها وسيّدها.
أحلم بكنيسة تسخّر المال لخدمة شعب الله.
أحلم بكنيسة لا ينحصر همّها في الحجر، بل تعي أنّ الكنيسة الحقيقيّة هي تلك الحيّة.
أحلم بكنيسة تشارك المؤمنين همومهم وهواجسهم.
أحلم بكنيسة واحة تعزية في صحراء هذا العالم.
أحلم بكنيسة تعرف كيف تفرح بالربّ وتنقل فرحها هذا إلى الناس.
أحلم بكنيسة تميّز سلام المسيح من سلام هذا العالم.
أحلم بكنيسة تعيش ملء الحياة.
أحلم بكنيسة قياميّة.
أحلم بكنيسة تعطي المشاركة أولويّة رعائيّة.
أحلم بكنيسة تعرف لغة هذا الدهر فتنقل البشارة بأسلوب يفهمه السامعون.
أحلم بكنيسة تختبر عيش المحبّة كلّ يوم.
أحلم بكنيسة تستوعب مواهب أبنائها في إطار تكامل لا تنافس. أحلم بكنيسة لا تفرّق بين إكليريكيّين وعلمانيّين. بل تعتبر الجميع كهنوتاً ملوكيّاً.
أحلم بكنيسة لا ترضى أقلّ من القداسة، ولا تعمل إلاّ لتطعيم الحياة بملكوت السماوات.
أحلم بكنيسة لا تسيّرها الاعتبارات البشريّة.
أحلم بكنيسة يتساوى فقراؤها وأغنياؤها بالقيمة والاحترام.
أحلم بكنيسة لا تكفّ عن العمل من أجل تحقيق ملكوت الله هنا والآن.
أحلم بكنيسة تكون جسد المسيح الممدود في الأرض.
+وقانا الله كنيسة مؤسّسة تُميت سيّدها وتُبقي على اسمه.+
بقلم +المتروبوليت سابا إسبر.
إفتتاحية مجلة العربية 2009 العدد الثاني.