ان الشعب الجالس في الظلمة أبصر نوراً عظيماً – المطران بولس (بندلي)
انه النور الآتي من فوق لكي ينير ظلمتنا!
انه نور المسيح المضيء للجميع! فكيف السبيل لندخله؟
طريق واحد يؤدي الى هذا النور: انه طريق المحبة كما يقول الرب نفسه: أنا نور العالم، من يتبعني فلا يمشي في الظلام بل يكون له نور الحياة…..
الى أين نتبعه؟
هل نعي أن اتباعه يعني السير وراءه في طريق الجلجلة، في طريق الآلام حين يُسلم الرب من قبل أحد تلاميذه بعد ان شارط اليهود على ثمن من لا ثمن له فباعه بثلاثين من الفضة وكأنه سلعة…. وحيث ينكره تلميذ آخر سبق أن هنأه على ان لا لحم ولا الدم علّماه ان يعلن جهاراً ان المسيح “ابن الله” لكن الآب السماوي هو الذي ألهمه الحقيقة الواضحة كي يعلنها واذ يصيح الديك مذكراً بما قاله السيد يبكي بمرارة، فينتظر سيده برفقة بقية التلاميذ لأنه لم يطرح خارج العائلة الواحدة التي جمعتها القيامة.
– كم تحنن الرب عظيم! كم طول اناته لا يحد ولا يحصى! فكيف نؤهل ان ندخل اليه في نور محبته؟
الجواب عند رسولنا طريق واحد ان نسعى الى المحبة التي لا تستقر أبداً لأنها أقوى من الموت! ألم يقل الرسول يوحنا ان من يحب أخاه يمشي في النور -هذا النور الذي لا يغرب ولا يعروه مساء؟ ألم يقل الحبيب ان من لا يحب أخاه فهو يمشي في الظلمة المؤدية الى الموت؟
ألم يقل أيضاً ان من يقول اني أحب الله ويبغض أخاه فهو كاذب لأنه كيف يستطيع ان يحب الله الذي لا يراه وأخوه الذي يتعامل معه وهو مخلوق على صورة الله لا يستطيع ان يحبه؟
أيها الأحباء لا نحبّن بالكلام!
المحبة صليب فقيامة لكنها قبل كل شيء صليب فهل نقبل بآلامها حتى نحصل على نور لا ينتهي؟ أو نفضل ظلمة هذا الدهر -حذاري ان نبتعد عن الله مصدر النور اذا ما جعلنا بيننا وبين الاخوة هوة عظيمة فترسخ حينئذ هوة بيننا وبين الله!
الله آت الينا حاملاً صليبه! هل نقبل به؟ أو نستحي به؟ الرب يعتقنا بموته من سلاسل الجحيم وأمخاله! هل نقبل بانعتاقنا هذا أو نفضل سلاسل الضغائن؟
أيها الأحباء: اذا كان النور من النور آتياً الينا هل ندعه يقرع على بابنا دون جدوى كأنه يستجدينا أم نقول له تعال أيها الرب يسوع تعال، قوّنا لكي نتخلص من كل حاجز يفصلنا عن الآخرين وذلك بقوتك حتى اذا ما قبلنا ان نطرح أعمال الظلمة نصير أبناء نورك الذي نلتمس منك ان تقوينا لكي لا نعبر عنه فندخله لابسين اياك يا من تنازلت ان تلبس بشرتنا وتصير واحداً منا.
مطران عكار وتوابعها
+بولس
نشرة البشارة
العدد 2 – في 14/1/1996
الأحــد بعد الظهور الإلهي