لقد ارتسم علينا نورك يا رب – المطران بولس (بندلي)

mjoa Wednesday October 28, 2015 139

لقد ارتسم علينا نورك يا رب – المطران بولس (بندلي)
أيها الأحباء،
في العدد الأول للبشارة في سنتنا الجديدة نتوجه الى الرب الظاهر على نهر الأردن، طالباً المعمودية من عبده، ونقول له يا من حنيت هامتك الالهية لعبد أنت خلقته فأزلت هذا التشامخ الذي تسبب لآدم الأول بموت المعصية أنت يا رب أعطنا في عامنا الجديد ان ننحني أمام مجدك الذي ظهرت على الأرض لكي تشركنا فيه فندخله ونتمتع به.

أنت يا رب لم تأتِ الى المعمودية لترفع عنك خطيئة، أنت أتيت اليها لتؤكد كلام صابغك أنك أنت حامل خطايا العالم بأسره تلك الخطايا التي نطلب اليك ان تغسلها مياه رأفتك الغزيرة، فالمياه التي أردت ان تُغمر فيها اذا كانت قبلاً أداة اختناق وموت أصبحت بك طريق انقاذ وحياة، اذ انه معك يُدفن انساننا العتيق الفاسد بشهوات الخديعة لكي نخرج منها انساناً جديداً متجدداً على صورة خالقه.
لقد قيل لجدنا آدم الأول: “ملعونة الأرض بسببك” فأتيت أنت يا آدم الثاني ووطئت الأرض الملعونة بسبب خطايانا وغُمرت في عناصر الطبيعة الملوثة بسبب سقطاتنا وبرزت من الأرض الملعونة، من المياه التي قدستها بدخولك اليها فخرجت منها وكأنها قبر لك يوزع أنوار القيامة.
باتضاعك العظيم لقد قدست مياهً تختبئ فيها تنانين الخطيئة لكي تنقذنا منها ومن ظلمتها فرسمت عليها نور وجهك يا رب فلا تحرمنا منه. وأنر به ظلمة أعمالنا واجعلنا به نجتنب كل ما يحرمنا منك يا من هو النور الآتي من النور فأهلنا ان نكون أبناء حقيقيين للنور مستحقين بنعمتك ان ننير بدورنا اخوتنا حولنا.
أيها الرب لقد دوى صوت أبيك مسمياً اياك ابناً محبوباً، أهلّنا يا رب ان نسمع هذا الصوت في أعماق ضمائرنا وان نقول لك: بارك أعمال هذه السنة في كل حقولها، لا تسمح ان نكون عبيداً لك يخافون منك بل اجعل محبتك مغروسة في قلوبنا فنتذكر انك قلت: “من يحبني يحفظ وصاياي وأبي يحبه واليه نأتي وعنده نصنع منزلنا” فاجعلنا يا رب ان نتصرف بمحبة هي على طاقة انسانيتنا الضعيفة ولكنها ان ثبتت في محبتك التي لا يوجد أعظم منها نكون أقوياء بقوتك التي لا يستطيع أحد ان ينزعها منها فتأتي الينا أنت وأبوك وستجعلنا مسكنكما في قلوب لا تستحق هذا الشرف الكبير “فيرتسم علينا نورك يا رب” ونسلك في نور منتقلين من مجد الى مجد ومن ضياء الى ضياء. آمين.
مطران عكار وتوابعها
نشرة البشارة
العدد 1 – في 7/1/1996
الأحد بعد الظهور الإلهي

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share