“التمجيد الحقيقي” – المطران بولس (بندلي)
الاستعداد للميلاد
“التمجيد الحقيقي”
أيها الأحباء،
نتابع الكلام في الترنيمة التي تعدنا لميلاد السيد الرب يسوع المسيح الهنا المتجسد فنقول “ومجدي مع الملائكة والرعاة”.
نحن مدعوون أن نشارك الجند السماوي المسبح لله والقائل: “المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة” (لو14:2). فقد دوّى هذا الهتاف في سماء بيت لحم داعياً ايّانا أن نرفع مع الملائكة التمجيد للذي ينحدر من العلاء نحونا. هل نعي أن الله يتمجد بنا نحن خليقته؟ وكيف ذلك؟ هل نحن مستعدون أن نفهم بأن تمجيده ليس كتمجيد الناس؟ انه أسمى من كل تمجيد نستطيع أن نفكر به، ومع ذلك يقبل تمجيدنا له اذا صدر عن قلوب نقية تعي أن التمجيد اللائق به يكون “بأعمالنا الصالحة” المعبّرة عن ايماننا به وعن قوته المنتصرة في ضعفنا البشري.
وفي الوقت نفسه نحن مدعوون أن نشارك الرعاة الذين، بعد أن بُشّروا من ملاك الرب بولادة الطفل الالهي وذهبوا اليه وأخبروا من حوله بما قيل لهم عنه، “فرجعوا بعد ذلك وهم يمجدون الله ويسبحونه على كل ما سمعوه ورأوه كما قيل لهم” (لو20:2).
نحن مدعوون أن نمجّد الله في أرواحنا وفي أجسادنا التي هي لله.
الفرح الذي بشّر به الملائكة يقابله تمجيد من قِبل الذين أُعلن لهم ويرافقه تمجيد من قِبل الذين أعلنوه.
هذا التمجيد الذي اشتركت فيه السماء والأرض نحن البشر مدعوون أن نشارك فيه. فهل نلتفت اليه؟ العالم مأخوذ بمجد عالمي، فهل نعي أن ساعة التمجيد لإلهنا لم تكن بمناسبة أعجوبة تحويل الماء الى خمر، الباهرة بحد ذاتها بشرياً، بل كانت بمناسبة رفعه على الصليب تلك “الساعة” التي أعلنها الابن بقوله للآب: “يا أبتاه قد أتت الساعة، مجّد ابنك لكي يمجدك ابنك أيضاً” فهذا التمجيد الآخر الثابت في حقيقته لن ننسى أنه كان بواسطة أداة كانت “عثرة” لليهود الذين كانوا يطلبون “آية” وكانت جهالة للوثنيين الذين كانوا يطلبون “حكمة” وأما بالنسبة للمؤمنين “فبالمسيح المصلوب قوة الله وحكمة الله” فيصرخون مع بولس “لو عرفوا لما صلبوا. رب المجد”.
فلك التمجيد والاكرام والسجود يا ربنا والهنا الى الأبد. آمين.
مطران عكار وتوابعها
+ بولس
نشرة البشارة
العدد 50 في 15 كانون الأول 1996
أحـــد الأجداد