“ربي والهي” – المطران بولس (بندلي)
أيها الأحباء،
في هذا اليوم نعيّد للقديس الرسول توما أحد الاثني عشر واسم هذا القديس مرتبط بنوع خاص بحادثة شكٍّ اختبرها فأكد للتلاميذ الآخرين الذين كانوا يقولون له “اننا قد رأينا الرب” بعد أن ظهر لهم في يوم القيامة غالباً للموت بموته، أكد توما لهم انه “ان لم يعاين أثر المسامير في يديه وفي رجليه، وأثر الحربة في جنبه الطاهر الذي انسكب منه الدم والماء فلن يؤمن” اذاً في اعلان شكه الكبير بحقيقة قيامة السيد كان يترك مجالاً لقبوله بها اذا تعرف على المصلوب الالهي في الناهض من بين الأموات.
ونلاحظ ان الرب يسوع المتحنن، في ظهوره بعد ثمانية أيام للتلاميذ ولتوما الذي كان معهم، لم يوبّخ هذا الأخير على شكه بقيامته بل بادره بتحنن لا يوصف ان يقترب منه فيلمس الجراح التي تحملها من أجل معاصينا وهاجس السيد ان يكشف لتلميذه حقيقة انتصاره على الموت لكيما يشترك بالفرح الذي ملأ قلوب التلاميذ عندما أبصروا الرب.
كان اهتمام السيد ان يفرح التلميذ اذا ما خرج من شكه المؤلم، لم يعمل حسابات البشر الاعتيادية في العتاب التقليدي الناتج عن “الموْنة” ، طلب الى “التلميذ التوأم” ان يكون “مؤمناً” وليس من أجل ربح انسان فيزداد عدد أتباع يسوع، المهم عند الرب أن يضم توما الى قافلة أولئك الذين يؤمنون به منتصراً على ألد عدو للإنسان وهو الموت، فيكون له اذا آمن حياة أبدية باسمه -كما يقول الانجيلي يوحنا- وجواباً لتحنن الرب أجاب توما هاتفاً نحوه: “ربي والهي” وكأنه يقول للسيد كنت أود أن أرى أثر المسامير والحربة فأتيقن أن المصلوب الذي لم يقبل أن ينزل عن الصليب “ليؤمن به صالبوه” كما كانوا يلحون عليه، ان هذا المصلوب الذي بقي حتى النهاية لكي “يتم كل التدبير الالهي” هذا المصلوب الذي مات على الصليب حقيقة هو الذي قام حقيقة في اليوم الثالث وبالتالي أكد أنه الرب والاله الذي ان آمنا به، نشترك عبر صليبنا المتحد بصليبه، وموتنا “كل يوم” معه، ان ننهض بقوة قيامته ونقول للناس: قد قام المسيح حقاً ولا ميت بعد ذلك في القبر اذ أن الأموات أجمعين أصبحوا مشمولين بقيامة السيد المجيدة التي نسأل الرب أن يشملنا بأنوارها. آمين.
مطران عكار وتوابعها
+ بولس
نشرة البشارة
العدد 40 – في 6 تشرين الأول 1996
الأحـــد الثامن العاشر بعد العنصرة