كلمة المطران جورج (خضر) في تنصيب المطران أنطونيوس (الصوري)

mjoa Monday November 16, 2015 147

khdr-antoniosكلمة المطران جورج (خضر) في تنصيب المطران أنطونيوس (الصوري)
متروبوليتًا على زحلة وبعلبك
مساء الأحد 15 تشرين الثاني 2015

سيدي ملاك زحلة،
أقامك الله رقيبًا على أهلنا في زحلة لأن الكنيسة رأتك خادمًا له وتاليًا خادمًا لشعبه. قول الرب: «من أحبني يحفظ وصاياي» موجه إلى الأساقفة أيضًا فإنهم جُعلوا في الرئاسة بسبب من قدرتهم على المحبة إذ لا يرئس أحد الا بها. لا يقام في الأصل أحد على الأسقفية الا لأنه انسحق أمام الله انسحاقا كبيرا حتى يقود بقوة الله. أنت لا تأمر بكلمتك أنت آمر بكلمة الله فقط إذ لا تبقى أسقفًا الا بدوام نعمته عليك.
وما لم تبق على هذه النعمة لا تقدر ان تكون في الكنيسة رئيسًا. بغير الله فيك تستلذ الرئاسة لنفسك في حين انها للخدمة. أنت لست خادمًا فقط للجماعة من حيث هي كلٌّ يُرعى. أنت خادم لكل واحد وبالدرجة الأولى للحزانى والفقراء. غير الحزانى والفقراء عندهم ما يعزيهم. فتش إذًا أولاً عن هؤلاء. واغسل أرجلهم. لست أفضل من المعلم. ولن تصير رئيسًا كبيرًا الا بعد ان تكون مقبّلاً لأرجل التلاميذ.
نحن يا سيدي قوم متواضعون واللفظة في العربية تدل على من وضع نفسه بعد ان رآها كبيرة. اذهب أنت وقبّل أرجلهم لتكسبهم لمسيحك. وإن فعلت تصبح عظيما. قبل كل شيء لا تنس الفقراء. انهم الأحب عنده لأنهم لا يرون في الدنيا أحدًا يفتقدهم. جعلتك الكنيسة رئيسًا لأنها رأتك في الموضع الذي أنت فيه الأقرب من الضعاف.
اذهب واحبب هؤلاء إذ يرى المسيح، إذ ذاك، انك تحبه. من أحبهم أحبه. لا تسعَ إلى نفسك، تخسرها. اسعَ إليه تجدُ نفسَكَ. لا يمكن ان تصير شيئا ما لم تقتنع انك لست بشيء. الآخرون هم المسيح الظاهر لك. هم يحيون إذا مت لأجلهم بالحب. انه وحده هو المحيي. لا ترَ إلى نفسك أبدًا تمت. الآخرون هم لك المسيح بعد صعوده إلى السماء. يكشف نفسه فيهم. ان رأيت إلى وجوههم بحب ترى وجهه.

أنت ان أحببت الآخرين كليا لا يبقى لك وقت لتحب نفسك. اذهب إذًا دائمًا عن نفسك إلى وجوه الآخرين. اذهب إليهم ترَ نفسك. دائما اذهب لئلا تموت بالانغلاق. الآخرون لقاؤك الأكيد مع الله.
لا يصير الأسقف في الحقيقة رئيسًا الا إذا أحب بأعظم طاقاته. من لا يحب كثيرًا يبقى أسير الأنا. لذلك كانت علاقتنا بالمسيح سيرا اليه وبآن سيرًا إلى الإخوة.
المسيح في الناس الصالحين منهم وغير الصالحين لأنهم كلهم له ولو لم يعلموا. هو يراهم له ويربيك على محبته ومحبتهم. لا تتحير وتبقى خليفة لأخينا المطران اسبيريدون بالحقيقة لأنه أحب ربه والرعية. بالمحبة تصير فعلاً أسقفًا. اذهب بها وإليها ليراك ربك راعيا. هذا ما كنت أراه فيه لما ترافقنا عشرات من السنوات. اقرأ هذا فيه ولا تنسَ.

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share