كلمة المطران أنطونيوس (الصوري) أثناء التنصيب بكنيسة مار نقولا- زحله
أبانا وبطريركنا يوحنا الكلي الطوبى والجزيل الاحترام ممثلاً بصاحب السيادة المتروبوليت جاورجيوس خضر مطران جبيل والبترون وتوابعها
إخوتي أصحاب السيادة الجزيلي الاحترام
آبائي الأجلاء
ممثل دولة رئيس مجلس النواب ودولة رئيس مجلس الوزراء سعادة النائب جوزف المعلوف
أصحاب المعالي والسعادة والسيادة
القادة الأمنيين
رئيس وأعضاء بلدية زحله المعلقة ورؤساء البلديات والمخاتير ورؤساء الجمعيات والإعلاميين أبناء هذه الأبرشية المحبوبين بالله
جميع الذين تقاطروا إلينا ههنا من كل مكان
أيها الأحباء جميعاً، البدء دائماً وأبداً بالرب الذي أشكره على عظيم رحمته ومحبة روحه القدوس أنا غير المستحق لخدمة رعاية خرافه الناطقة في أبرشية زحله وبعلبك وتوابعهما بملاحظة مولانا صاحب الغبطة يوحنا العاشر بطريرك مدينة الله أنطاكية العٌظمى الجزيل الاحترام وأصحاب السيادة المطارنة أعضاء المجمع الأنطاكي المقدس.
إنني إذ أثمّن ثقتهم الغالية وحرصهم على كنيسة المسيح التي افتداها بدمه الكريم. أنحني أمام مشيئة الله ومحبة الإخوة وأطلب صلواتهم جميعاً لكي يشددني الرب الإله في حفظ هذه الوديعة نقيةً لا وسخ فيها ولا غضن ولا شيء من مثل ذلك.
” يا بطرس أتحبني؟ إرعَ خرافي”
أيها الأحباء، سؤال الرب لبطرس هو ما به سنُسأل نحن رعاة شعبه، وهو ما يُلزمنا بتجسيد محبة الرب رعايةً مٰحبةً للأبناء.
المحبة هي ألف وياء الرعاية وما تكليفي من الله سوى أن أحبكم وأن أسعى الى خدمتكم بكل ما أوتيت من قوةٍ وطاقةٍ من لَدُن العلي لكي نكون جميعاً مشتركين في الفرح الأبدي أمام وجه الرب يوم الدينونة الرهيب حيث تٰمتحن أعمالنا ونوايانا وحياتنا، فيسوع المسيح هو الراعي وليس من راعٍ سواه.
ونحن إما نكون منه وبه وفيه رعاةً أو لا نكون.
الرعاية بيسوع المسيح غايتها أن نصل الى أن تكون كنيسته متألقة، بهيةً، مُشعةً، حاملةً ملكوت السموات في هذا الدهر وناقلته الى الخليقة جمعاء غايةٌ أسعى اليها في خدمتي لهذه الأبرشية بنعمة الله، وهي ما تقتضي معرفة خراف المسيح بأسمائها لأن الراعي لا بد أن يعرف خرافه بأسمائها وأن يلاحظ مواهب وطاقات أبنائه، أبناء هذه الأبرشية المحروسة من الله لأن الكنيسة هي أعضاء جسد المسيح وفي الجسد تمايزٌ بين الأعضاء وفرادةٌ وتكامل فلا يقوم عملٌ في الكنيسة دون تعاونٍ وشركة ودون حضور الشباب وفعله ودون تلبية كل شخصٍ طلب الرب اليه خدمة كنيسته .
أن تكون كنيسة المسيح متألقةً بهية غايةٌ تقتضي أن تكون كل رعيةٍ محمولةً من راعيها ومُحتضنة.
فالكاهن في مرتجاه أن يكون أيقونة للمسيح الذي بذل نفسه عن أحبائه محافظا على الخراف من الذئاب الخاطفة ومحصناً إياها باستقامة الحياة بالإيمان
الراعي الحق هو صورة الراعي الحقيقي الرب يسوع المسيح هو أمينٌ للوديغة التي سلمت اليه والتي سيسأل عنها منذ الآن والى مجيء يوم الرب
فإن ابتغينا الأمانة يصعب أن نتهاون في خدمة أحباء الرب لا سيما منهم أسيادنا، أي الذين يحتاجون العناية والاعتناء مادياً ومعنويا
رسالتنا أيها الأحباء، هي الخدمة والبذل الكلي بالذات حبا بالمسيح في أحبائه الصغار أن لا نُعثر أحد أبدا في المسيح وأن نتوب ونستغفر إن سقطنا وتعثرنا
تكليفي يا أحباء هو أن أكون غاسل أرجلً بينكم لتكونوا أنقياء بالرب
تكليفي أن أبحث معكم عن الابن الضال، أن نداوي معا جروح المحتاجين فلا يكون بيننا محتاج ونكون فكراً واحدا وقلبا واحداً لمجد الله الآب فنملأ سوية الكون باسمه القدوس لأن به خلاص العالم
أيها الأحباء، ان قلبي مفتوح لكم جميعا وكذلك عقلي وأذني أيضاً.
أنتم جميعا أمانة في عنقي أمام الرب وكلكم مدعو الى ورشة عمل جامعة لنصير بكنيستنا كما يشاء الرب ان تكون
فالحصاد يا اخوة كثير والفعلة قليلون
كونوا فعلة في كرم الرب لتزدادوا نعمة فوق نعمة ويزيد المسيح فيكم وتنقص الأنا فنحن نعمل ليبرز الرب ليرى الرب أعمالنا التي هي عربون حبنا له وليس لنأخذ أجراً من الناس.
علينا أن نكنز في بنك ملكوت السموات وليس في بنوك هذا العالم.
أيها الأحباء، لا تكتمل هذه المناسبة دون أن أعبر عن محبتي وتقديري الكبيرين لسيادة المطران اسبريدون خوري الذي أعطى هذه الأبرشية من رعايته وعنايته عقوداً طويلةً من الزمن
وإذ أتقدم منه بالشكر على محبته، أتضرع الى الله العلي أن يمده بالصحة والقوة أعواما عديدة.
كما لا تكمل مناسبتنا هذه دون أن التفت الى جميع الكنائس الشقيقة وجميع القيادات والمسؤولين التفاتةً تصبو الى تعميق التعارف والانفتاح والتعاون والتكاتف من أجل شهادة واحدة للمسيح في خدمة الانسان والمجتمع وتمجيد اسم الرب.
كما لا بد لي أن أشكر صاحب السيادة المتروبوليت باسيليوس على اهتمامه بهذه الأبرشية طيلة فترة خدمته لها.
على هذا الرجاء، أشكر حضوركم جميعاً وكل الذين ساهموا في الأعداد لهذه المناسبة داعيا أن يكافئكم الرب عرض الأرضيات السماوات وكل نعمة وبركة لتزدادوا في عطائكم ويزيدكم الرب في كل خير آمين