الإرهــاب – المطران افرام (كيرياكوس)

mjoa Tuesday November 24, 2015 124

الإرهــاب – المطران افرام (كيرياكوس)

أساس الكلمة “رَهِبَ” بمعنى خاف و”أَرهَب” بمعنى خوّف. من هنا تشتقّ كلمة “راهب” أي خائف الله. يقول الكتاب: “رأس الحكمة مخافة الله” (أمثال 9: 10) المَرهوب، أي المَهيب.

الإرهاب يسلك سبيل العنف، القتل، وكثيراً ما يأتي هذا التّصرّف بسبب انحراف فكره وعقيدته. من هنا أهمّيّة قول الرّسول بولس: “ليكن فيكم الفكر الّذي في المسيح يسوع…” (فيليبي 2: 5).

الارهابلقد أصبح الإرهاب الشّغل الشّاغِل للنّاس وللعالم أجمع. هو، أحياناً كثيرة، “ردّة فعل” على ظلم (كبت للحرّيّات)، فقر، وأحياناً أخرى نتيجة فراغ داخِليّ في إنسان ينزع إلى اليأس في حياته، أو أيضاً يكون شهوةً وراء السُّلْطَة والمال (المُرْتَزِقَة). من هنا، علينا أن نعالج أسباب الإرهاب وجذوره ولا نكتفي بمحاربته وبإدانته، كما تدّعي الدّول كلّها وتتظاهر بأنّها فاعلة.

جاء في رسالة يعقوب الرّسول: “هوذا أجرة الفعلة الّذين حصدوا حقولكم، والّتي ظهرت بخسة (أي رخيصة) تصرخ، وصياح الحصَّادين قد دخل إلى أذنَي ربّ الجنود… هوذا الدّيّان واقف قدّام الباب” (يعقوب 5: 4 و9). هنا إشارة إلى الظّلم.

لذلك، في زمن الإرهاب هذا، يجب أن يقوى صوت الحقّ. نعود ونقول إنّ الظّلم والفقر والجهل يمكن أن يكونوا مَشْتَلاً للتَّطرُّف.

*       *       *

التّطرّف في الدّين، التّعصّب الزائد له، يَلحقُه استغلال لتحقيق مصالح سياسيّة ومادّيّة.

تيّار الإرهاب هذا يستهوي اليوم عدداً كبيراً من الشّبّان، وحتّى من الشّابّات، وهو ناتج كثيراً عن تربية عائليّة مُفَكَّكَة… الحضارة الجنسيّة المنحرفة أو المتفلِّتَة، إلى جانب استهلاك الكحول والمخدّرات، يؤديان دوراً هامّاً يخلق ويؤجّج روحَ انتقامٍ ضدّ ظلمٍ قائمٍ أو مجهول، أو هوساً عنيفاً ابتغاءً لِلَذَّة فائقة لا تخشى الموت أو الاِنتحار بل تسعى وراءه.

*       *       *

الإنسان يُثْمِرُ خيراً أو شرّاً بعد تفانٍ وتضحية. الله منبع الخير والشّيطان مصدر الشّرّ. كلاهما يطلبان تضحية وتفانياً. الآباء القدّيسون، أطبّاء النّفوس، يعملون جهداً لمعالجة أمراض الإنسان وشفائها. يُرشدون الأشخاص من أجل تحويل طاقة الإنسان السّلبيّة إلى طاقة إيجابيّة بَنَّاءَة.

نشرة الكرمة

22 تشرين الثاني 2015

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share