المؤتمر الخامس والعشرون لمركز جبل لبنان
ببركة وحضور سيادة المطران جاورجيوس راعي الأبرشية وحضور لفيف من الكهنة والأخوة من الفروع وبمشاركة مركز البترون إفتتح مركز جبل لبنان أعمال مؤتمره الخامس والعشرين وذلك نهار الجمعة الواقع فيه 27 تشرين الثاني 2015 في كنيسة القديس جاورجيوس – برمانا.
إستهل المؤتمر عمله بصلاة الغروب وتوالى على الكلام كل من الأخ طوني عبدو مرحبا بالحضور ومقدما لسيادة المطران والأخ الأمين العام فادي نصر.
مما جاء في كلمة الأخ طوني عبدو :
” سيّدي الجليل
إخوتي الأحباء
لأنها وثِقت أن السيدَ قال قوموا، فقامت، تعالَوا فأجابت، حاولت حركةُ الشبيبةِ الارثودكسية وما زالت أن تلبيَّ نداءَ أبي ربِنا يسوعَ المسيح، عَمَلاً وعِلماً وطاعةً من قلبِ الكنيسةِ وفيها. هي ليست زُمرةً ازاء زُمرةٍ اخرى. هي حركةٌ إزاءَ الجهلِ في كل الكنيسةِ وازاءَ خطايانا الشخصيّة. كلُّ تحديدٍ لموقفٍ من حركةِ الشبيبةِ الأرثوذكسيةِ لا اقتناع فيه .ا نها هبةٌ من الروحِ الإلهي هو تجنٍّ على طبيعَتها او جهلٌ لها او حِيادٌ عن البهاءِ الذي رافقها عقودًا من السنين. أن تنظرَ فقط الى بشريةِ أعضائِها يعني انكَ تستعملُ شهوتَك بالرؤيةِ. إن لم تنظرْ اليها بعينٍ بسيطةٍ، غيرَ مرتبِكَةٍ بمن تنظُر لا تستطيعُ ان تراها فائضةً من ينبوعِ الخلقِ. تُبصِرُ فقط ترابيّةَ المنتمينَ اليها ولا تعرفُ ماذا حفِظَت من العلى.
إلى اليومِ شيوخُها يطلبون َمنا درس الإنجيلِ وكتب الآباءِ كلَّ يومٍ، كي يقرأها الناسُ فينا. فهل من ضرورةٍ لهذه الحركة؟ ما دام هدفها “المخلّص” فقط إذًا هي خبزٌ يومي. الكنيسةُ قلبُ العالمِ، والحركة من قلبِ الكنيسة كانت ولا تزالُ صوتَ صارخٍ في براري التخلّفِ والسلطةِ والحِقدِ، إلى براري مسكِنِ الله، والمحبةِ والشهادة.
وفي أعمالِ مؤتمرِها الخامسِ والعشرين، دَعتنا حركةُ الشبيبةِ الارثودكسيةِ اليومَ في مركزِ جبلِ لبنانَ، من الآيةِ الكتابيةِ البولسية “لتنزلَ فيكُم كلمةُ الله وافرةً، لتُعلّموا بعضكم بعضاً وتتبادلوا النصيحةَ بكلِ حكمةٍ”. يُترجِم نشيدُها “مسكنُ النورِ والهدى” هذه الدعوةَ بإعترافِه مع القديسِ اغناطيوس الأنطاكي القائل “لقد ابتدأتُ أن أكونَ تلميذاً للمسيح” ومن هذه التلمذَةِ يردّ دُ المركز مع القديسِ يوحنا الذهبي الفم أنه”لم نُعْطَ الكتاباتِ المقدَّسةَ لكي نُبقيَها في الكتب، بل لكي نحفُرَها، بالقراءة والتَّأمُّل، في قلوبِنا. الناموسُ يجب أن يُكتَبَ على ألواحٍ من لحمٍ، على قلوبِنا”.يؤكدُ الاخوةُ في هذا المركزِ أنَ عملَهُم يناقَشُ ببساطة محبي المسيح، وبرداءِ الألوهةِ أي التواضعَ كما يقول القديس إسحاق السرياني. وذلك من أسرةِ الطفولةِ إلى العائلاتِ فيه. ولأنه يوجَدُ عملٌ كثير يجب إنجازُهُ، لا مجالَ لنا اذًا للشكِ أو للخوفِ من نَبويّةِ رسالتِنا، إذا بقِينا على محبتنا الأولى للرب يسوع ومحبةِ الإخوةِ جميعاً. فوعيُ المركزِ على من سوّاهُم المسيح بنفسِه أي الفقيرَ والمحزونَ والمريض، هو ختمٌ في قلوبنا وعقولنا إلى كل انطاكيةَ، لأننا كما يقول المطران جورج إن لم “نعرِفْهُم لن نعرِفَ المسيح، المسيحُ ليس طائراً في السماءِ، هو قائمٌ هنا في آلام الناس”.
قامةٌ كبيرةٌ في أدَبِهِ ولاهوتِهِ وفكرِهِ وروحانيّتِه. طالَما تَنَزَّلَ صَوتُه على أجيالٍ سَبَقَتْنا، كَما على جيلِنا، كأنه “وَحْيٌ يُوحَى”، وَحْيٌ من سَيِّدِهِ أنِ ٱقْرَأْ وَٱكْتُبْ وكَلِّمْ وعَلِّمْ.
كَلامُهُ كانَ نوراً تَحَوَّلَ ألفاظاً وأصواتاً؛ كانَ حَياةً من مُعْطي الحَياة.
شاعِرٌ، نَبِيٌّ، مُعَلِّمٌ. وفي هذا كُلِّهِ مُفْرَدٌ فَريدٌ لا يَتَكَرَّر.
مُبْدِعُ الفكرِ الأُرثوذكسيِّ العَرَبيّ.
أبٌ تُهْديهِ الكنيسةُ الأنطاكيّةُ العربيّةُ إلى الكنيسةِ الجامعة.
سيدي اعتذرُ منكَ على هذه الكلماتِ التي خرجَت من فؤادي وفؤادِ محبيكَ، عالمينَ أنها يمكنُ أن تجرحَ تواضُعَك اللامتناهي.
ثمَّ بصوتٍ واحدٍ وقلبٍ واحد، إستدعى الإخوةُ الروحَ، فأعطاهُم الأخ فادي نصر أميناً عاماً للحركة، ليستَكمِلَ مَعَهُ خدمةَ القربى التي هي وطنُ المتغربينَ في الأرضِ، هكذا عرّفك الأب إيليا متري عشيةَ انتخابِكَ أميناً عاماً، وفي هذه العشيةِ نستطرِدُ قائلين لكَ، أن لكلِ نصرٍ في الكنيسةِ فاديهِ الوحيد “يسوعَ المسيح” هكذا تعلّمنا، أما أنت فكُن للحركةِ نصرًا على الكبرياءِ، وللأمانة حافظاً متواضعاً وباذلاً
ثم كانت كلمة الأخ الأمين العام واهم ما جاء فيها : ” إن أهمّ ما يساهم في تدعيم وحدتنا هو وعينا السليم لما نحن ننتمي اليه. إن اكتسبنا هذا الوعي استقامت مسيرتنا، واستقامت الحياة الحركيّة إنما تقاس به وليس بكثرة الأعضاء والمراكز والفروع في حركتنا. الى أوّل ما علينا أن نسعى اليه، وهو أن نستكمل ورشة التربية على هذا الوعي النهضوي ونفعّلها، ونولي الأهميّة اللازمة لكلّ مقتضياتها. والمقتضيات التي أقصدها هي الممارسة الحركية اليومية التي هي سبيل مهّم إلى اكتساب العضو الحركيّ النضج النهضوي،
وهنا لا يخفاكم ما سبق أن ذكره كلّ الأمناء العامّين، وركز على ، أن الارشاد، والتلمذة حياةً، هو الأساس الذي عليه تُبنى استقامة التزامنا يسوع المسيح. يحتاجها أن يحضر همّ الكنيسة في يومياتها بشكل أكثر فعالية ممّا هو عليه. هذا ليس شرطه، بالضرورة، أن ينخرط كلّ الحركيّين في الأطر الرعائية حيث قد تختلف الظروف الرعائية بين هذه المحلّة أو تلك، بل أن يحضر الهمّ الرعائي هاجساً واهتماماً وانفتاحاً وحواراً مع الرعاة وكلّ معني بهذا الهمّ أياً كان ما يحيط بالحركة من ظروف.” وأردف بقوله “بقدر ما نُسأل عن تربية بعضنا بعضاً بالربّ، بقدر ما يسألنا الربّ عن كنيسته وحياتها وما يصير بها أقرب أليه. يحتاج حياتنا الحركية أيضاً أن تنضح بمزيد من المحبّة للأخ “القريب”، خاصّةً في ظلّ ألم الحاجة والفقر والنزوح الذي يعمّ شيئاً فشيئاَ حولنا. ولكونها محبّة وجب أن تكتسب من كلّ منّا البُعد الشخصي وألا نرميها على عاتق ما أنشأناه من مؤسسات داعمة لها. وشدد على ان نغتني بالاختلاف دون أن يمسّ اختلافنا على شأن أو قضية ثقة كلّ منّا بالأخ الآخر وتقديرنا لارائه. وهذا سبيله أن نعلو بالحقّ في الربّ فوق شخصنا أو أي شخص كان.
وبالنهاية ختم قوله : “، كلّما برزت جدّية سعينا الى هذا الوعي، كلّما سئلنا عن مزيد من الحضور الشهادي المترجِم لايماننا. جميعكم يعلم أنّ كلّ ما من حولنا اليوم يدعونا الى مزيد من هذا الحضور، وأن الازمات السياسية والاجتماعية والانسانية التي نعايشها باتت تقتضي الكثير من الاجابات الايمانية. كيف لنا أن نسعى الى هذه الاجابات والى أن يكون حضورنا وحضور كنيستنا على قامة الهوّية التي نحمل؟ سؤال لا أعتقد، في ضوء ما أُختبر حتى الان، أن أحداً يملك جوابه، باستثناء أنه علينا وعلى كلّ الجماعة الكنسية ألا نوفّر جهداً مشتركاً أو مسعى كيّ نستشّف من انجيلنا ما يمكن أن يقوله الله اليوم للعالم ومعه سبل مداواة المظلومين من جراحهم.
اما سيادة المطران جورج فقد توجّه الى الحضور قائلا :” يا أحبة مشهدكم أمامنا يفهمني أننا باقون وأن هذه الحركة تتجدد بكل الأجيال الصاعدة . هذا ليس لأن القادة يعلّمون فقط بل هذا من الله نفسه مقيم معنا . سئل جيلي في البدء لما ظهرنا ، سأله الكبار ” من أنتم ، من فوضكم، أن تعلّموا كان الجواب ” المعمودية فوضتنا أن نعلّم” المعمودية أن تميت شهواتك وأهوائك بموت المسيح. أن تدفن خطاياك في قبر المسيح. الجديد فيما أعطينا وقلناه في ذلك الحين ، الجديد أن الله حي جديد دائما” . لا يفهم في الكتب بحسي يقرأ، في الوجوه المستنيرة. الله صنع أناسا جدد، من بطون أمهاتهم أخرجتهم بالنعمة والحق..
لا يجب أن يبقى إنسان مسيحي إلا إذا تقدّس بالروح القدس كل يوم، أن تصير بالمسيح.أنت للمسيح وحده لأنك عشقته وحده.
أوصانا بمحبة يسوع حتى اللهب وأوصانا بتجديد المعرفة وبقراءة الإنجيل يوميا.
أول شيء للكاهن ولكل مؤمن أن يعرف الكتاب المقدّس من أول آية إلى آخر آية. الّذي يقرأ إذا ما وصل إلى أن يقول ” قال يا رب لي، لأن الكاهن الذي يعشق يسوع لا يمكن أن يعطيه لأحد. الأهمية الكبرى أن تحب يسوع بقلبك أن تخلص له وتحس أنه هو الحياة، الّذي لا يشعر أن المسيح حياته ضيّع وقته هذا ليس من الكنيسة.الله يعطيكم جميعا الرب يسوع ، أن تحبوه فوق كل شيء، أن تحبوا من أنفسكم، أن تخدموه بكل صدق ، بإخلاص كامل والناس ترى ذلك.
وختم بقوله : ” الرب يعطينا بغنى من نور، بسخاء من نور حتى نصل الى يوم يقول فيه بالكنيسة أنه عندما يرى الناس الكاهن يرى يسوع المسيح “
أكمل المؤتمر اعماله يومي السبت والأحد الواقعين فيه 28 و29 تشرين الثاني حيث كان هناك عرض لتقرير وخطة مسؤولة المركز والتي شدّدت فيها على العمل على المحورين التاليين :
I. – المحور الأول :
حياة الفروع الداخلية : عملها وعلاقتها بالمركز :
يجب أن تعي الفروع كافة وكل المسؤولين وكل الأعضاء فيها ان الحركة وجدت لتكون قبل كل شيء مدرسة للحياة المسيحية، ففيها يتدرب ويتربى الأعضاء على الحياة الروحية وفيها يتعلمون ان ينظروا بمنظار الإنجيل الى كل نواحي الحياة والقضايا ومشاكلها. في الفرع يتعلم العضو أن يصلي لأنه يتدرب على الإشتراك المنتظم في الخدم الإلهية، وهو أيضا يتدرب في فرعه على الصلاة الفردية، على الحوار الشخصي مع الله. في الفرع يدرك أهمية الأخ الصغير، أهمية العمل البشاري، أهمية القراءة الإنجيلية وقراءات أخرى، أهمية الإلتزام المالي ( الإشتراك )……. الخ
لذا ما سيعتمده المركز للسنة المقبلة هو :
التشديد على الفروع حضور كل الإجتماعات ( مجلس مركز – أسر – لجان – دورات) وحتى العمل مع الفروع للتاكد من وصول كل ما ينتج عن هذه الإجتماعات لكل أعضاء الفرع.(تنشيط عمل أمانة سر المركز مع أمانة السر الموجودة في الفروع)
العمل على إعداد لقاءات للفروع حول ماهية الحركة، عملها، شرح لمبادئها بالإضافة لمواضيع توضح الرؤية الحركية واهميتها في حياة الشخص والفرع ( ورشة الهوية النهضوية).
سوف يعمد المركز بشخص المسؤول عنه وبعض المسؤولين الذين يعينهم لزيارات متواترة للفروع للإشتراك في مجالس الفروع ، الأسر، وحتى إجتماعات الأسر والنشاطات وحتى إعداد لقاءات تدريب للمسؤولين ( عمل مجلس الفرع وكل مسؤول—- العمل البشاري – الرعائي -الإجتماعي —-)
العمل جديا على تقويم حياة بعض الأسر والفرق في بعض الفروع لإرسال مسؤولي الأسر وبعض المرشدين للعمل على تحسين أوضاع هذه الأسر والفرق.بالإتفاق مع رئيس الفرع
الطلب من كل فرع انشاء مجلس إرشادي يستلهم رؤيته وخطط ومقومات عمله من المجلس الإرشادي في المركز . كما يشدد على الفرع حضور كل الدورات واللقاءات المعدّة من قبل اللجنة لهذه السنة .
II. المحور الثاني :
الإرشاد والتدريب :
تدريب مرشدين في المركز في محاور من الرؤية الحركية والمعرفة الإيمانية وبعض الإشكاليات التربوية.
يهدف البرنامج الى تقديم إطار يشجّع المرشدين على التطور الذاتي والبحث المنهجي في الكفاءات الإرشادية والتربوية .
تحضير لحلقتين تدريبيتين لمسؤولي الفروع .
كما أنه تم عرض تقارير الأسر واللجان ومناقشتها وإقرارها بعد تعديل يسير على بعض ما جاء فيها . وقد تضمّنت مواضيع : ” الإرشاد ، الحلقات التدريبية والورشة حول الهوية النهضوية بالإضافة الى أمور خاصة بكل أسرة ولجنة .
دائما وأبدا علينا أن نقوّم عملنا ونعيد النظر في أوضاعنا في نور المسيح حتى نتجدد دون انقطاع في إخلاص حي، خلاّق للروح الذي أوجدنا.