الألف والياء البداية والنهاية – المطران باسيليوس (منصور)

mjoa Friday January 15, 2016 338

الألف والياء البداية والنهاية – المطران باسيليوس (منصور)
الإخوة والأبناء الأحباء،
في بداية أيام هذا العام الجديد 2016 أرفع معكم أكف التضرع إلى الله، وكذلك أبصارنا وأذهاننا ونقول له: يا من أنت البداية والنهاية وأنت الألف والياء، يا من أنت مُوجد الخلائق ومعيدها إلى ما تكونت منه، يا من جبلت الإنسان في أفضل حال، وخططت وعملت ونفذّت لتعيده إليك بالرغم من ابتعاده عنك وبإرادته لا بإرادتك، ولكنك بإرادتك المُحبة تعيده إلى ما كان عليه في ملكوتك وفي فردوسك، بين أحضان نعمتك مع كل الناس المؤمنين المعتبِرين إياك ألِفَهُمْ وياؤَهم،

jesus-lordمبدأهم ومعادهم. نسألك أن اجعل أيامنا غير متخالفة ولا مشتّتة، اجعل أوقاتنا بانسجامٍ فيما بينها، وبانسجام مع محبتك وإرادتك لأنك إله سلام وليس إله تشويش ولا خصام، ويسيء إلى محبتك عدم إنسجام الإنسان مع ذاته، عدم إنسجام تطلعاته مع أفعاله، وأقواله مع خبراته فقد أردت ماضينا كحاضرِنا، وحاضرنا كمستقبلنا على صورتك ومثالك خلقتنا.
لهذا يقول كتاب الرؤيا عنك أنك الألف والياء البداية والنهاية. وأتيت وقلت من منكم يبكتني على خطيئة معلناً أن حياتك كلها رضى ومسرّة يا رضى الآب ومسرّته. لقد تابعتنا في أرضنا كما تتابع الوالدة طفلها السالك طرقاً لا يعرفها لتحميه من كل مضرّة وإساءة. هكذا بك نحتمي من مضرّات التشتت والتردد ونرنو بأبصارنا إليك فنتأمل وجهك الوديع اللطيف المسالم المحب وفي أي وقت نطالعه في كتبك لا نجد فيه إختلاف. إن غضبت فأنت المحب، وإن أحببت فأنت وحدك المؤدِّب بمحبة يا من لا يخالطك تشوش أو انقسام أو صيرورة أو استحالة. إن القلق يتعب القلب والذهن والجسد فعلّمنا كيف نعيش محبتك في كل أزمنتنا.
إن اختلاف الأهواء جلب اختلاف الأزمنة وباتت الأزمنة تتميّز بأهوائها وتأخذ صفاتها من ملامحها. وإذ أجدبت أزمنتنا ولم يعد العمل الصالح يتواجد فيها بكثرة، كثرت فيها أوجاعنا وامتلأت خزائننا بالقلق. ورحل الخير عن بيادرنا. أنت علمتنا أن المحبة لا تسقط أبداً. فسموها عالٍ ونحن قد سقطنا من هناك وصار لنا ماضٍ و حاضر ومستقبل. مع أنك منذ البدء أدخلتنا في أبديتك.
يامن أتيت لتجدد بنا أزمنتنا بعد أن صار كل شيء جديد بسرِّ فدائك. هكذا جدد في قلوبنا مواضع النعمة واجعلها كلها هياكل لروحك وتليق بحضورك. فأي قيمة للزمن لا تزينه أنت وتعطيه معناه وفحواه هكذا جدد في قلوبنا رحمتك. ليّنها لنتخلص من دروب الكبرياء والآثرة والأنانية. بتصرفنا أننا نظنُّ كثيراً أننا نخدمك ونحن نخدم ذواتنا، ولن تقبل خدمتنا إذا لم توجه نحو الذين دعوتهم إخوتك.
إجعل في قلوبنا شجاعة العطاء. إجعل في قلوبنا الشجاعة كلَّ الشجاعة لكي بالفعل تكون أنت لنا في أزمنتنا وأعمالنا الألف والياء البداية والنهاية.
ألم يفعل ذلك قديسك العظيم باسيليوس، في طفولته تربّى على كلمتك، وفي يفاعته تعلم كلمتك، وفي كهنوته علّم شعبك من وحيك، وفي أسقفيته عاش الكلمة بكل أبعادها، فصرت له حبيباً كما في البداية وهكذا حتى النهاية فحصل على الكثير من نورك ولازال إلى هذه الساعة يرشدنا بنوره الذي منك.
فبشفاعة مسارك باسيليوس العظيم أيها المسيح الإله خلص نفوسنا من كل فتور وتشتت ورسخّنا على أساسات كلمتك يا من أنت الألف والياء والبداية والنهاية. آمين.

نشرة البشارة
17 كانون الثاني 2016

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share