أسبوع الوحدة – المطران افرام (كيرياكوس)

mjoa Monday January 18, 2016 353

أسبوع الوحدة – المطران افرام (كيرياكوس)

الله وحده صانع الوحدة في نهاية الأمور. هو أسبوع للصلاة، بين 18 و25 كانون الثاني، من “أجل أن يكونوا واحداً ليؤمن العالم أنّك أرسلتني” (يوحنّا 17: 21). هكذا صلّى الربّ يسوع للآب في خطابه الوداعيّ. الحاجز عند اللاهوتيّين اليوم هو على مستوى العقيدة في مفهومنا للكنيسة: هل السلطة في يد الرأس أم هي في يد الشركة الكنسيّة (البابا أم المجمع) ؟ أهي في كلّ كنيسة محلّية أم في الكنيسة العالميّة؟ نحن نحيا ونصلّي لكي يهبّ فينا الروح القدس الذي وحده يستطيع، في النهاية، أن يدلّنا على سبيل الوحدة على الرغم من ضعفات العقول البشريّة كلّها.

efram-kiriakosنصلّي دائماً “من أجل ثبات كنائس الله المقدّسة واتّحاد الجميع”. لا بدّ من أن نكون واحداً في فكر المسيح، أن نحبّه قبل كلّ شيء في هذه الدنيا، أن نجاهد لكي نتّبع وصاياه. كلّ من اقترب من الربّ يسوع يقترب من الآخرين وتبقى خصوصيّات الكنائس وتمايزها في العبادات والطقوس.

*  * *

نحن في لبنان طوائف وأديان. هذا إيجابيّ وسلبيّ وقت واحد. لكنّه واقع في كثير من العائلات اليوم. أَنبتعد من ربّنا لهذا السبب ونعتنق الدهريّة والإلحاد؟ هذه هي التجربة الكبرى في الغرب اليوم. وهي تجتاح بلادنا بخاصّة عند الشباب وفي المدن. نحن كمسيحيّين شرقيّين لا نستطيع أن نحيا ونستمرّ وننمو بدون إله، بل لا معنى لوجودنا، لبقائنا في هذا الشرق إذا تخلّينا في عائلاتنا عن أصالة إيماننا. المسيح الإله بالنسبة لنا هو كلّ شيء وقبل كلّ شيء. “لقد ترك الرسل كلّ شيء وتبعوه”.

لا تستغربوا إن تمسّكنا نحن الأرثوذكس بالعقيدة وبتراث آبائنا الروحانيّ. هذا، إن كنّا صادقين مع أنفسنا، يأتي من إخلاص كبير للمسيح، أعني إن كنّا راسخين في المحبّة والتواضع لا متكبّرين ومتقوقعين. هذا الإخلاص يجعلنا منفتحين لكلّ انسان، لا بل خادمين له مضحيّن من أجله مهما كانت طائفته ودينه وعرقه. المسيح أتى من أجل كلّ إنسان ومات من أجل كلّ واحد لكي يخلّصه، لكي يحرّره من عبوديّة الخطيئة والشرّ والمرض والموت.

نشرة الكرمة

17 كانون الثاني 2016

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share