كلمة المطران جورج (خضر) في اجتماع الأمانة العامة

mjoa Wednesday February 3, 2016 129

khdr-ameneh-3amiكلمة المطران جورج (خضر) في اجتماع الأمانة العامة  :

دون أن أعرف، على وجه التّقدير، مضمون اجتماعكم، خطر على بالي أن أقول لكم: إنّ الحركة حاجة دائمة في أي وقت. الكنيسة، في الواقع التاريخي، مجموعة أناس لهم ضعفهم، لذا هناك حاجة دائمة إلى حثّهم على التفكير بإزالة هذا الضّعف والرجوع إلى قوّة الرّبّ، الّذي به وحده نحيا.
لن أُدَقِّق لاهوتيًّا، كثيرًا، ولكن بصورةٍ بسيطةٍ، نحن جميعنا نعلم أنّ الكنيسة، مع كونها إلهيّة المصدر والنّفحات، هي بشريّة، أيضًا، إذ تحوي فيها ضعف البشر كما هم بخطاياه. الكنيسة غير خاطئة ولكن فيها خطايا، خطايا البطاركة، المطارنة، الكهنة والعلمانيّين.

كيف تعمل حتى تبقى في الواقع وليس فقط في التفكير؟
كيف تبقى في واقعها كنيسة المسيح أي حاملة حياة المسيح، جماله وقوّته في العالم؟

إنّ ظنّ المطران أن تقتصر كل خدمته أكاليل، جنازات وقداديس، فليخلع عنه هذا الثوب. إن لم يكن مشغولًا، ليل نهار، بأن يوقظ النائمين من نومهم، فليترك، لأنه يكون كما يقول الفرنسيون: “أخطأ العنوان”.

إذًا، نحن وأنتم هنا لكي تحيا هذه الكنيسة، وبعبارةٍ أقوى أقول: “إنّ كلّ واحد منا أيًّا كانت منزلته مطران، كاهن، علماني في الحركة،… الخ، لا يشعر أنه وحده الكنيسة، وأنه هو مسؤول أن يرفعها، وإن ضلّ الجميع، فليترك منصبه.
سيروا إلى الامام، إلى فوق، لا سطحيًّا، بل سيروا إلى المسيح، دومًا، وفي الرجاء، أي لا تبقوا ضحايا السقوط والتعتير، ترجّوا الصعود إلى فوق مهما كانت الظروف وأي كانت والاخطأء التي ترونها.

لا يستطيع أحد أن يكون حركيًّا، في العمق، إلّا أذا حسّ بأنّه يستطيع تغيير العالم وحده ولو خان الأكثرون. إذًا، لا أحد منّا يحزن، وإن جاز شيء منه، متى رأى رفقاءه، في العمل الحركي، صاروا بلا لون، باهتين، وبلا حيوية.
أودّ أن أُنبّهكم إلى أنّ الحيوية غير مرتبطة بالعمر. يمكن أن نرى شابًّا ذي عشرين عامًّا، نظنّه نشيطًا بينما هو ميتًا، وآخر ابن سبعين سنةً يضجّ نشاطًا. لا تخشوا كم واحد منكم كبر في العمر، لأنكم ستظلّون أحياء، أشدّاء بالرّوح، في الحقّ.
ألا أعطانا الله جميعا أن نسمع صوته متى تكلّم في ضمائرنا.

مَن يظن نفسه أنه يسمع صوت المسيح، الآن، لمجرّد أنّه يقرأ الإنجيل ومجلة النّور والانجيل، لن يتوصّل إلى شيء، لأنّه عليه أن يسمع صوت المسيح في قلبه، شخصيًّا، يحرّكه لينهض بمفرده، إن اضطرّه الأمر، بكلّ إخوته وأعوانه. لا نحزننّ إن وقع روحيًّا رئيس الفرقة والمركز وأخطأ، بل لنعتمدنّ على أنفسنا بعد الله، الّذي يلهمنا ويقويّنا لننهض بالجميع، من جديد، لأنّ الحركة وجدت لتبقى. والسّلام

30 كانون الثاني 2016

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share