الإباحية – المطران جورج (خضر)

mjoa Saturday February 6, 2016 319

الإباحية – المطران جورج (خضر)

الإباحية‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬يُكتب‭ ‬وما‭ ‬يصور‭ ‬تدر‭ ‬المال‭ ‬لأصحابها‭. ‬وبين‭ ‬المال‭ ‬والجنس‭ ‬علاقة‭ ‬حميمية. أنت‭ ‬تشتري‭ ‬من‭ ‬تجانسها. في الحب‭ ‬ليس‭ ‬للمال‭ ‬مكانة‭ ‬ولكن‭ ‬يبدو‭ ‬ان‭ ‬المال‭ ‬عنصر‭ ‬فاعل‭ ‬في‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬الجنسيين‭ ‬شرعية‭ ‬كانت‭ ‬أم‭ ‬غير‭ ‬شرعية. لما قال‭ ‬يسوع‭ ‬الناصري‭ ‬لا‭ ‬تستطيعون‭ ‬أن‭ ‬تعبدوا‭ ‬الله‭ ‬والمال‭ ‬كان‭ ‬فاهماً‭ ‬ان‭ ‬الجنس‭ ‬معبود‭ ‬أي‭ ‬أنت‭ ‬مسلم‭ ‬نفسك‭ ‬اليه‭ ‬في‭ ‬شرعيته‭ ‬وغير‭ ‬شرعيته‭ ‬الا‭ ‬اذا‭ ‬كنت‭ ‬من‭ ‬قلة‭ ‬الأبرار.

pinky-loveالخفر‭ ‬هو‭ ‬أدنى‭ ‬ما‭ ‬نحن‭ ‬عليه، العفة‭ ‬أقوى‭ ‬من‭ ‬الخفر. وأضعف‭ ‬العفة‭ ‬الإمساك وعندنا‭ ‬نحن‭ ‬العيسويين‭ ‬المتنورين‭ ‬الإمساك‭ ‬هو‭ ‬في‭ ‬الجسد‭ ‬والذهن‭ ‬والروح‭ ‬وهذا‭ ‬من‭ ‬سلوك‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬العالم. ‬ولكن‭ ‬على‭ ‬المرء‭ ‬ان‭ ‬يسعى‭ ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬تسعى‭ ‬المسيحية‭ ‬التراثية. لا‭ ‬تقول‭ ‬المسيحية‭ ‬العفة‭ ‬هي‭ ‬في‭ ‬الإمساك‭ ‬اذ‭ ‬تدعو‭ ‬العامة‭ ‬إلى‭ ‬الزواج‭ ‬ولكنها‭ ‬تقول‭ ‬ان‭ ‬المتزوج‭ ‬البار‭ ‬عفيف‭ ‬ضمن‭ ‬الممارسة. ‬ليس‭ ‬التناقض‭ ‬عندها‭ ‬بين‭ ‬الجنس‭ ‬والعفاف‭ ‬ولكنه‭ ‬بين‭ ‬الطهارة‭ ‬والدنس‭ ‬والدنس‭ ‬بالجسد‭ ‬يكون‭ ‬أو‭ ‬بغير‭ ‬الجسد. ‬القلب‭ ‬عندنا‭ ‬مكان‭ ‬الخطيئة. والقلب‭ ‬الله‭ ‬ساكنه‭ ‬أو‭ ‬هو‭ ‬عدم.
تبدأ‭ ‬الإباحية‭ ‬باعتبار‭ ‬الآخر‭ ‬وسيلة‭ ‬أي‭ ‬غير‭ ‬شريك. وهنا‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬تذكير‭ ‬المسيحيين‭ ‬بأن‭ ‬قول‭ ‬بولس‭ ‬الرجل‭ ‬رأس‭ ‬المرأة‭ ‬لا‭ ‬ينتهي‭ ‬الا‭ ‬اذا‭ ‬أردفت‭ ‬انه‭ ‬رأس‭ ‬المرأة‭ ‬كما‭ ‬ان‭ ‬المسيح‭ ‬رأس‭ ‬الكنيسة‭ ‬والمعنى‭ ‬الواضح‭ ‬ان‭ ‬ليس‭ ‬في‭ ‬الطبيعة‭ ‬البشرية‭ ‬تراتب ‬بين‭ ‬الذكر‭ ‬والأنثى‭ ‬ولكن‭ ‬الرجل‭ ‬يصبح‭ ‬رأس‭ ‬المرأة‭ ‬اذا‭ ‬سلك‭ ‬معها‭ ‬سلوك‭ ‬المسيح‭ ‬مع‭ ‬الكنيسة‭ ‬أي‭ ‬إذا‭ ‬أحبها‭ ‬حتى‭ ‬الموت. ‬أما‭ ‬الذكورة‭ ‬خارج‭ ‬سلوك‭ ‬الحب‭ ‬فوضع‭ ‬بشري‭ ‬ليس‭ ‬له‭ ‬قدسية. ‬في‭ ‬موضع‭ ‬مما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬الكتاب‭ ‬ان‭ ‬الرجل‭ ‬رأس‭ ‬المرأة‭ ‬تعبير‭ ‬عن‭ ‬كونه‭ ‬الحكيم‭ ‬وكأنه‭ ‬يقول‭ ‬إن‭ ‬المعنى‭ ‬العميق‭ ‬عند‭ ‬بولس‭ ‬أن‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬فرق‭ ‬بين‭ ‬الذكورة‭ ‬والأنوثة‭ ‬وان‭ ‬الفرق‭ ‬كله‭ ‬بين‭ ‬الحكمة‭ ‬والجهالة. ‬والواضح‭ ‬اذًا‭ ‬ان‭ ‬ذكورتك‭ ‬لا‭ ‬تعطيك‭ ‬حقاً‭ ‬على‭ ‬المرأة‭ ‬وتبقى‭ ‬الأولية‭ ‬للحكيم.
فالادعاء‭ ‬بأولية‭ ‬الذكر‭ ‬ادعاء‭ ‬قائم‭ ‬على‭ ‬قوة‭ ‬الرجل‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭. ‬فإذا‭ ‬كان‭ ‬الرجل‭ ‬تفهًا‭ ‬أو‭ ‬مجرماً‭ ‬فمن‭ ‬أين‭ ‬يأتي‭ ‬بالأولية. كم‭ ‬من‭ ‬مرة‭ ‬عندما‭ ‬كنت‭ ‬أقيم‭ ‬زيجات‭ ‬الناس‭ ‬الذين‭ ‬كنت‭ ‬أعرفهم‭ ‬قلت‭ ‬في‭ ‬نفسي‭ ‬هذه‭ ‬العروس‭ ‬تضيع‭ ‬عقلها‭ ‬وحياتها‭ ‬ان‭ ‬خضعت‭ ‬لهذا‭ ‬الرجل‭ ‬التفه. الناس‭ ‬لا‭ ‬يعرفون‭ ‬ان‭ ‬الذكورة‭ ‬والأنوثة‭ ‬لا‭ ‬تهمان‭ ‬الله‭ ‬وان‭ ‬هم‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬الحكمة.
كل‭ ‬هذا‭ ‬التعليم‭ ‬التقليدي‭ ‬عن‭ ‬أولية‭ ‬الرجل‭ ‬في‭ ‬الزواج‭ ‬تعليم‭ ‬اصطنعه‭ ‬الرجال‭ ‬الذين‭ ‬لذتهم‭ ‬ان‭ ‬يستبدوا‭ ‬بالنساء. ‬الأولية‭ ‬هي‭ ‬أولا‭ ً‬للطاهر‭ ‬وثانياً‭ ‬للحكيم. ‬الاختلاف‭ ‬التشريحي‭ ‬بين‭ ‬الرجل‭ ‬والمرأة‭ ‬لا‭ ‬يعطي‭ ‬الرجل‭ ‬حقاً‭ ‬عليها. ‬ليس‭ ‬الله‭ ‬سخيفاً‭ ‬حتى‭ ‬يبني‭ ‬تعليمه‭ ‬عن‭ ‬الزواج‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬تشريحي. ‬أعضاؤنا‭ ‬لا‭ ‬تحدد‭ ‬أولية. ‬الأولية‭ ‬للحكمة‭ ‬وهذه‭ ‬ليست‭ ‬محصورة‭ ‬بجنس. والمحب‭ ‬الكبير‭ ‬أو‭ ‬العاشق‭ ‬الكبير‭ ‬لا‭ ‬يريد‭ ‬نفسه‭ ‬آمرا‭ ً‬أو‭ ‬حاكماً. يرى‭ ‬نفسه‭ ‬خادماً‭ ‬في‭ ‬الحب.
جريدة النهار
06 شباط 2016

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share