” حضورنا وانفتاحنا الرِعائي ” موضوع اللقاء الحواري مع الأخ رينه أنطون في الميناء
أمام ما يُرتجى مِنّا على الصعيد الرِعائي وإزاء الحاجات المُتزايدة التي تطرحُها أوضاع رعِيّتنا، وبِدعوة مِن أسرة العاملين والعائلات في حركة الشبيبة الأرثوذكسية- فرع الميناء بحضور لفيف مِن الأخوات والأخوة، وبعد كلمة ترحيبية مُقتضبة للأخت سيدة الزيني أنطون أقام الأمين العام السابق الأخ رينيه أنطون لقاءً حوارياً حول موضوع ” حضورنا وانفتاحنا الرِعائي ” وذلك مساء السبت الواقع في 2016/2/20.
أشار الأخ رينه، في بداية حديثه، الى أن الكنيسة تنشد الرعاية بِهدف إيصال الأشخاص والعائلات الى أن يكون يسوع المسيح حاضراً وسط حياتها، جازماً بأن العمل الحركي، بكل اصعدته، هو عمل رعائي بامتِياز لأنه يقودنا إلى أن ننمو معاً في المسيح، وأن البُعد المُكمّل لهذا العمل فإنما هو ما تتجلّى فيه مسؤوليتنا عن الكلّ في الكنيسة وعن كلّ ما يعني حياتها.
واذ لاحظ اننا لطالما تعاملنا مع هذا البُعد كشأن يضاف الى مهامنا الحركية أن أُتيح لنا الوقت، أوضح الاخ رينيه وشدّد على أن الهوية الحركية لا تستقيم ولا تكتمل ألّا في هذا البُعدِ الرعائي. فالتزام الحياة الحركية الداخلية ليس نِهاية التزامنا الربّ لأن الحركة معبراً وممرّاً لنا الى أن نكون فاعلين ومؤثرين وناقلين لِنهضتها وفِكرها الى الرعايا وابنائها.
ثم انتقل عبر بعض الاطلالات الى تأكيد هذه المبادىء التي شدّد عليها الأُمناء العامون في تقاريرهم، المؤتمرات الحركية، فضلاً عن الأدب والفكر الحركي بُغية بيان مكانة هذا الموضوع في الحركة. فاستشهد، بدءاً، بالمبدأ الأول الذي يقول بأن الحركة تدعو سائر أبناء الطائفة الى النهضة الروحية، الادبية والثقافية والاجتماعية ما يقتضي الانفتاح على الابناء والتوجه اليهم، وتوقّف أمام أقوال وردت في كتاب “انطاكية تتجدد” لكل مِن الأب الياس مُرقس، البطريرك أغناطيوس هزيم، المطران جورج خضر والأخ كوستي بندلي صبّت جميعها في ضرورة الانخراط سوياً في العمل الرعائي، وختمّ بذكر ورقة العمل الرعائي الصادرة في العام ١٩٨٩ التي ورد فيها أن الهّم الرعائي هو رفيق الحركة مُنذ تأسيسها.
وفي سياق تقييمه للواقع الحركي على هذا الصعيد والاسباب التي تؤول بنا، أحياناً، الى الانغلاق والاكتفاء “الداخلي” أعرب الاخ رينه عن يقينه، إنطلاقاً مِن تجربته كأمين عام للحركة لِسنوات عدّة، أن التعلق الشديد بالقوانين التنظيمية والهيكلية المؤسساتية وما تتطلِبه من الوقت والاهتمام هو أهمّ هذه الأسباب.
وفي تعريفه للعمل الرِعائي وأصعدته أكدّ الاخ رينيه بأن حصرنا، المُعتاد، له بِعضوية اللجان والهيئات الرِعائية هو تقزيم لأبعاده، اذ أن كل تفاعل ولِقاء مع أبناء الرعيّة وافتقاد لهم ونشر روح المحبة والخِدمة فيما بينهم يُعّد عملاً رعائياً مُتكاملاً، وأن العمل الإجتماعي، اذا استقام وترافق بافتقاد المعوزين ونشدنا منه، الى جانب فِعل المحبة، تقريب الناس الى الرب يسوع المسيح هو عمل رِعائي هام.
وفي سياق تطرّقه الى موضوع مجالس الرعايا وشؤون رعيّة الميناء، أوضح أن قانون المجالس عام ١٩٧٣ أعاد لِلكاهن “القائد” مكانته الرِعائية بعدما كانت هذه المكانة مُنتهكةً بفعل قانون ١٩٥٦ . واضاف بالرغم من الاشكاليات ًالتي حالت دون تطبيق قانون المجالس على أرض الواقع ما بتر منه أبعاداً تشاركية وِحدوِّية هامة، ورغم تفهم الاسباب والظروف التي قد تدفع الحركيين، أحياناً الى الإنكفاء عن هذه المجالس يبقى التساؤل: كيف يمكن أن تستقيم هويتنا إذا فصلنا هذا الجانب عن حياتنا الإلتزامية بشكلٍ كامل، وما هو الموقف العملي الذي يعبّر عنه انكفاؤنا؟ أهو اننا لا نُبالي بِبقاء كنيستنا بعيدة عما يجب أن تكون عليه، ومُحزنة للربّ يسوع؟ واستخلص، أياً كان الواقع الرعائي الذي يحوط بنا أن الرعيّٓة حيثُما نوجد هي رعيتنا والكنيسة هي كنيستنا، وأننا لم نوجد في هذه الحركة إلا لنكون، وتكون كنيستنا، أقرب الى يسوع المسيح وأكثر فرحاً له، وإلا فالخوف أن نكون في حالة تكبّر وانتفاخ من حيث ندري أو لا ندري. وختم بِصلاة من أجل الحركة للمطران جورج خضر وردت في كتاب “إنطاكية تتجدد”.
بعدها أجاب على بعض تساؤلات الأخوة التي تراوحت بين مُتابعة العمل على إنشاء مجلس الأبرشية، توطيد العلاقة بين الكهنة والحركة، إنفتاح اللِجان على أبناء الرعية لِلمساعدة في العمل الرِعائي، تنشِئة أولادنا على الإهتمام بأبناء الرعيّٓة ، مُعالجة الإحجام عَن الترشح لِعضوية مجلس الرعيّة، تعزيز العمل الرعائي على صعيد الحركة وبخاصةٍ داخل الفِرق، مُوصِياً بِضرورة إعادة النظر في قوانين مجالس الرعايا لِمُعالجة الثغرات القائمة فيها، وبالعودة بالحياة الحركية، بعيداً عن حدّة المُؤسسة، الى بساطة الانجيل وإيلاء الأهمّية، اولاً واخيراً، لِحياة الفرقة والإرشاد المؤّثِر السليم.