تسليم عصا الرعاية للمتروبوليت سلوان أونر.
ببركة وتكليف من صاحب الغبطة البطريرك يوحنا العاشر, قام المتروبوليت سابا إسبر مطران بصرى حوران وجبل العرب للروم الأورثوذكس بتسليم عصا الرعاية للمتروبوليت سلوان أونر, أول متروبوليت على أبرشية إيرلندا والجزر البريطانية.
كما احتفل المطران الجديد بأول قداس له في أبرشيته بمشاركة أصحاب السيادة; المطران سابا إسبر (بصرى حوران وجبل العرب والجولان). والمطران إغناطيوس الحوشي (فرنسا وأوروبا الغربية والجنوبية). والأسقف أفرام المعلولي (الوكيل البطريركي), والأسقف غريغوريوس خوري عبدالله (الإمارات العربية المتحدة). ولفيف من الكهنة وأبناء الأبرشية.
كلمة صاحب السيادة المتروبوليت سابا إسبر في تنصيب صاحب السيادة المطران سلوان أونر متروبوليتاً على أبرشية الجزر البريطانية وإيرلندا للروم الأورثوذكس.
لنا اليوم فرح عظيم. فالأزاهير، التي بدأت شتيلات في لندن، بوركت بنعمة خاصة من الرب، وصارت، بشذاها العطر، تفوح في أنحاء متفرقة من الجزر البريطانية. وكما انطلقت الكنيسة، ابتداء من أورشليم إلى العالم، هكذا بدأت هذه الأبرشية المحبوبة، انطلاقاً من لندن، ببعض من عائلات مهاجرة، افتقدها الله بعائلات من أصل هذه الأرض، التي أعطت المسيحية قديسين وقديسات كثر… وشيئاً فشيئاً، بدأت الكنيسة الأنطاكية، التي نحتفل اليوم بتنصيب الأسقف الأول عليها.
حقاً إنه اليوم الذي صنعه الرب لنفرح ولنتهلل به.
إن أبانا وبطريركنا يوحنا الكلي الغبطة، مع الإخوة المطارنة، أعضاء المجمع الأنطاكي المقدس، إذ لاحظوا نمو أبرشيتكم المباركة هذه، ورعاية الله لها، وغيرتكم الصالحة على الإيمان المستقيم، ارتأوا، بالروح القدس، أن تكون أبرشية كاملة، فانتخبوا أحد أفاضل كهنتنا مطراناً راعياً لها. وها نحن اليوم نلتئم حوله فرحين به وبكم. إني باسم غبطة بطريركنا المحبوب ومجمعنا الأنطاكي المقدس، أهنئكم وأبارك لكم راعيكم الجديد.
أيها الأخ الحبيب، أردناك في هذه الديار المباركة، ومع هذا الشعب الحسن العبادة، لأننا عرفنا ما فيك من غيرة على نشر كلمة الله، ومن احتضان حنون لشعب المسيح، ومن زهد في المعيشة، وتركيز على “النصيب الصالح” الذي لن ينزع منك. استلم رعيتك اليوم، وقدها إلى مراعي الخلاص. بشّر وعظ وعلّم، فالناس بحاجة إلى كلمة المسيح. أنت مدعو إلى العمل على إعادة المسيح إلى أرض بدأت تفقده، ونفوس تاهت عنه. عملك المبارك هذا لن يكون سهلاً. لكن سيد الكنيسة الذي رعاك منذ فتوتك، وجعلك تتكئ على صدره، سيكون معك ولن يتركك.
أما أنتم، يا شعب الله في هذه الأبرشية المحروسة، يا من بجهدكم ومحبتكم للرب استحققتم أن يكون لكم أباً، وحصلتم على خير أب، فكونوا إلى جانبه، ومعه، متعاونين ومنفتحين على كل خير لأبرشيتكم. أنتم صورة عن أنطاكية الأم التي طالما ضمّت إلى حضنها أقواماً متعددة وجعلتها بالمسيح واحدة. أنتم مدعوون لأن تؤكدوا جامعية الكنيسة الأنطاكية، وتناغم أبنائها، أياً تكن انتماءاتهم الدنيوية.
كنيستكم التي حفظت الإيمان المستقيم، وظلت بنعمة الله وفية له، مدعوة إلى متابعة رسالتها في إيصاله إلى جميع البشر. تعاونكم مع الكنائس الأرثوذكسية الأخوات، ومدّكم لجسور التواصل مع كنائس هذا البلد المضياف، كفيلان بإعلاء هتاف القيامة الذي بات العالم، الذي كان يُدعى مسيحياً، بحاجة ماسة إلى سماعه، وإلى الدخول في خبرة فرحه.
تأكدوا من أن رسالتكم مع هذا الراعي الجليل ليست أقل من أن تخلّصوا العالم.
2016-02-27