الحديث الأول من سلسلة الأحاديث الروحيّة في فرع الميناء – مركز طرابلس
بعون الربّ، وبدعوة من مجلس رعيّة الميناء وحركة الشبيبة الأرثوذكسيّة – فرع الميناء،. إفتُتِحت سلسلة الأحاديث الروحيّة لِزمن الصوم الأربعيني المقدس لهذا العام بعد صلاة النوم الكُبرى مساء الثلاثاء الواقع فيه 2016/03/22 في كنيسة النبي إيلياس بِحضور قدس الإيكونوموس ميخائيل الدبس وجمع من المؤمنين.
باكورة اللقاءات مع السيّدة سعاد موسى والأخت أرجان تركيّة اللتين تحدثتا. عن المرأة وشخصيّات نسائية مُختارة من الكتاب المقدّس.
بدايةً كلمة ترحيبية موجزة لمُقرر لِجنة التربية الدينيّة في مجلس الرعيّة الأخ فادي واكيم، إذ تقدّم بمعايدة جميع الأمهات بمناسبة عيد الأم طالبًا أن نتمثل بوالدة الإله والدتنا أجمعين، على أمل مشاركتنا جميعًا في اللقاءات والأحاديث التي يتم العمل عليها.
ثمّ قدمت السيِّدة سعاد لمحة عامة عن المرأة وتأثير السقوط عليها في العهدين القديم والجديد مع إجراء مقارنة بينهما لهذه الناحية، فضلاً عن رسائل القديس بولس التي عالجت علاقتها بالرجل والمجتمع.
من ثم تلت سيرة حياة الفائقة القداسة والدة الإله مريم كنموذج لِلمرأة المِثاليّة وتجسيدها لأسمى معاني التضحية والتواضع والمحبة مما حذى بآلاف القديسات لِلاقتداء بها والتعلّم منها في حياتها ورقادها بِواسطة الصلوات والقراءات والأيقونات الموجودة في الكنائس والبيوت.
كما تحدثت عن دور المرأة على الصعيدين التبشيري والإجتماعي، ومدى إمكانياتِها المُستقبليّة مع حِفاظها على قوانين الكنيسة وتقاليدها. وختمت بِمقولة لِلآهوتي العلماني بول أفدوكيموف في كتابه “المرأة وخلاص العالم: “إن كان هدف الرجل أن يعمل، فإن هدف المرأة هو أن تكون”.
بعد ذلك، إستعرضت الأخت أرجان سِفر راعوث (في الكتاب المقدّس- العهد القديم). الذي يرمز لدخول الأمم في الإيمان بوصفه سِفراً لِلحصاد في شخص راعوث جدّة النبي ” داوود” المُنحدر من نسلها المسيح، مع التركيز على الوقائع التالية:
– العودة إلى بيت لحم.
– لقاء راعوث ببوعز.
-راعوث والعرس السمّاوي.
ثم أشارت إلى أهمية راعوث المولودة في أرض الخطيئة والوثنيّة مؤاب، التي وبِمجّرد سماعها عن الإله الحيّ خرجت إلى بيت لحم للزواج ببوعز الّذي يأتي من نسلها المسيح.
كما نوهت بصفاتها كإنسانة توّاقة للبّر ( 2 : 2 ).
“حقاً إن الله يَهب ذاته للجياع إليه،
رمز المسيح يُشبع الكنيسة الجائعة اليه”. تاركةً كل شيء بذهابها إلى بيت لحم أو ” بيت الخبز ” ( 2 : 4 ) لتجد ” المسيح المولود في بيت لحم ” بِكونه الخبز السماوي.
إضافةً إلى جهادها، تمتعها بالنعمة الإلهيّة، إهتمامها بحماتها بعمل الخير لها؛ هذا رمز للكنيسة التي تهتم بالكل، مُلازمتها للقدّيسين خدّام الله ( 2 : 21 )، إتحادها مع عريسها ( 3 : 4 )، سقوطها أمامه وسجودها إلى الأرض ( 3 : 10 ) إشارة إلى طاعة الكنيسة وخضوعها للمسيح عريسها وسر شبعها.
ختاماً. مُداخلة لقدس الإيكونومس ميخائيل تمنى فيها التعمّق أكثر برِسائل بولس الرسول التي أظهرت إنغلاق الفكر اليهودي وانفتاح الفكر المسيحي، مع التركيز على سفر راعوث التي أضحت بنتاً للملكوت بإيمانها.
تلى ذلك، توزيع أيقونة ” والدة الإله ” وضِيافة.